أزوكي ميديا (نواكشوط ) - استفادت ولاية تيرس الزمور كباقي ولايات الوطن خلال السنة الماضية من جملة من المشاريع التنموية الهامة التي كان لها الأثر الإيجابي على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وخاصة الفئات الهشة، وتعزيز ولوجهم لمختلف الخدمات الأساسية.
وتأتي هذه الإنجازات التي شملت تنفيذ مشاريع ميدانية على الأرض ومتابعة الأعمال في أخرى، رغم الظرفية غير المواتية بسبب جائحة كورونا وما خلفته من تداعيات تأثرت بها مختلف اقتصاديات العالم.
ولتسليط الضوء على المشاريع التنموية المنجزة والآفاق المستقبلية والتحديات التي تواجهها في الولاية أجرى مراسل الوكالة الموريتانية للأنباء بولاية تيرس ازمور مقابلة مع والي الولاية، السيد إسلم ولد سيدي، أوضح فيها أن الولاية استفادت خلال السنة المنصرمة من جملة من التدخلات الهامة التي طالت جل المجالات التنموية.
وأضاف أن هذه التدخلات طالت بشكل أساسي المجالات الاجتماعية عبر تدخل عدة قطاعات حكومية كالمندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر" ومفوضية الأمن الغذائي ووزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، وخيرية الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم).
وأشار إلى أن تدخلات المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر" على مستوى الولاية استفادت منها 135 أسرة من مباني سكنية، وتقديم معونات نقدية على فترات لمئات الأسر الضعيفة، وتوفير تأمين صحي لـ 1345 أسرة على مستوى مقاطعات الولاية الثلاث، والمساهمة في تثبيت أسعار المواد الأساسية من خلال حوانيت التموين، مشيرا إلى أن هذه التدخلات ساهمت في تحسين الظروف المعيشية للطبقات الهشة.
وبين الوالي أن مفوضية الأمن الغذائي عملت على تواصل بيع المواد الغذائية وبأسعار مدعومة وتموين حوانيتها بشكل دائم بالمواد الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى توزيع كميات من المواد الغذائية كالقمح والزيت بصفة مجانية استفادت منها 3000 أسرة فقيرة في الولاية.
وأشار إلى أن الولاية استفادت من جملة من المشاريع التنموية والتي كان لها الأثر الإيجابي على حياة السكان كتمويل المشاريع الصغيرة والمدرة للدخل والتي بلغت في مجملها أكثر من 111 مشروعا في مختلف المجالات ضمن برنامج "أولوياتي" في كافة المقاطعات من أهمها توفير ثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية وورش للخياطة ومحطات لبيع الغاز ووحدات لبيع لبنات البناء.
وبين أن جهود المفوضية مكنت خلال السنوات الماضية من تنظيم عمليات بيع المواد الأساسية بأسعار مخفضة خلال شهر رمضان المبارك وبأسعار مدعومة بنسبة 60%، كما ساهمت كذلك في إنجاز مشروعين لزراعة الخضروات في إطار مشروع البرنامج الياباني.
وعملت على مساعدة المنمين من خلال عملية توفير الأعلاف وبيعها في كافة مقاطعات الولاية حيث بلغت كمية الأعلاف المقدمة في إطار البرنامج الرعوي الخاص بولايات الشمال 2584 طنا ما بين مادتي القمح والعلف.
وقال إن التدخلات الحكومية خلال السنة الماضية شملت عدة مجالات من بينها إقامة سدي آم لحبال ومريكلي في افديرك كما انطلقت الأشغال في سدود حفظ المياه الجوفية في أربع مناطق من الولاية وتمت برمجة توسعة الطرق الحضرية بالمدينة من طرف وزارة التجهيز والنقل.
كما تم في هذا الإطار فتح مركز التعدين الأهلي بصفة رسمية بمدينة ازويرات وفتح منطقة الشكات التي كانت مطلبا مهما للمنقبين مع البدء في أشغال بناء المنطقة الصناعية الخاصة بالصناعات المتعلقة بالتنقيب في "اسفيريات" والتي تبعد 200 كلم شمال شرق مدينة ازويرات وقد مثل ذلك استجابة لمطالب السكان تفاديا للمخاطر البيئية والصحية لهذا النشاط.
وبين الوالي أن تدخلات خيرية الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) على مستوى الولاية شملت الصحة والتعليم والبنى التحتية وغيرها من المجالات ذات الصلة بالحياة العامة للسكان.
وفي مجال التعليم قامت الخيرية ببناء وتوسعة وترميم العديد من أقسام المدارس والإعداديات والثانويات بالإضافة إلى توفير اعتماد مالي لاقتناء تجهيزات مكتبية مختلفة للإدارة الجهوية للتهذيب الوطني كما قامت الخيرية في هذا الإطار بترميم أربع قاعات تابعة للثانوية الفنية بازويرات.
وعلى المستوى الصحي قامت الخيرية خلال السنة الماضية ببرمجة ترميم وتوسعة بعض المراكز الصحية بالولاية وترميم المركز الصحي بالمدينة إضافة إلى توفير اعتماد مالي لشراء تجهيزات مكتبية للمديرية الجهوية للعمل الصحي.
وساهمت كذلك في تمويل لوجستي للحملات الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19 من خلال توفير السيارات والمشاركة في عمليات التعبئة والتحسيس.
وبخصوص البنى التحتية قامت الخيرية بكهربة حي الترحيل بمدينة ازويرات والذي كان من أهم المطالب الملحة للفئات الهشة التي تسكن في هذا الحي وبلغت تكلفته 250 مليون أوقية قديمة.
كما قامت الخيرية بتوفير عدد كبير من سيارات الإسعاف بالولاية وتجهيز مستشفى الولاية باللوازم والتجهيزات الطبية.
وإضافة إلى ما تقدم قامت الخيرية ببناء سوق متوسط الحجم بحي الترحيل بمدينة ازويرات وبرمجة إصلاح إشارات المرور بنفس المدينة للمساهمة في انسيابية حركة السير وكذلك توفير تجهيزات عصرية لقاعتي الاجتماعات في ازويرات وافديرك.
وقال الوالي إنه في مجال المياه قامت الخيرية بتوفير صهاريج مياه لكافة مقاطعات الولاية الثلاث، كما قامت برصد 2.5 مليار أوقية قديمة للتغلب على شح المياه الصالحة للشرب عن طريق تحلية المياه، مشيرا إلى أهمية هذا البرنامج وقدرته على المساهمة بشكل فعلي في حل مشكل المياه في المدينة.
وعلى مستوى العمل الاجتماعي أوضح الوالي أن زيارة السيدة الأولى لمدينة ازويرات خلال الأيام الأخيرة كان لها دور مهم فيما يتعلق بتمويل بعض النشاطات ودعم الطبقات الهشة ودعم المعوقين وتمويل مجموعة من الأنشطة المدرة للدخل.
وقال الوالي إن العمل سيتواصل على توفير ما يمكن توفيره من وسائل التدخل وسبل توفير الراحة للمواطن، مشيرا إلى أنه ما يزال الكثير وهناك آفاق واعدة للتغلب عليه.
وأضاف أنه ومن أجل تنويع التدخلات على مستوى الولاية للتحسين من الظروف المعيشية للمواطنين هناك تعاون مع بعض المنظمات غير الحكومية مثل منظمة "آفريكا 70" التي تدخلت السنة الماضية في الولاية بتمويل 28 مشروعا مدرا للدخل وكذلك برنامج الأمم المتحدة للتنمية الذي تدخل هو الآخر في الولاية بسبعة مشاريع تنموية.
وتتمثل الإشكالات وأهم التحديات التي تواجهها الولاية أساسا في مشكلي المياه والكهرباء، إذ تعاني الساكنة من ضعف أداء شبكتي المياه والكهرباء بشكل يؤثر سلبا على ظروف المواطنين خاصة في فترات ارتفاع درجة الحرارة في مدينتي ازويرات وبئر أم اكرين بينما تعاني مدينة افديرك من غياب شبكة كهرباء عصرية.
وأشار إلى أن اعتماد خدمات الماء والكهرباء على شركة اسنيم مثل مشكلا جوهريا لهاتين الخدمتين بسبب إعطاء الشركة الأولوية غالبا لعملية الإنتاج لمصانعها، منوها بأهمية تولي الدولة لهذه الخدمات على غرار ما تم على مستوى توفير المحروقات بالولاية.
ومن أهم المشاكل كذلك ضعف شبكة الطرق الحضرية بمقاطعات الولاية وتعطل كلي لإشارات المرور بازويرات والضغط على الخدمات في فترات تزايد الوافدين من المنقبين رغم مساهمتهم في انتعاش اقتصادي نسبي بمدينة ازويرات.
أما عن الآفاق المستقبلية للولاية فقال الوالي بأنه في هذا المجال تم خلال نهاية سنة 2020 عقب زيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى لمدينة ازويرات التوجه إلى إخراج المطاحن من ازويرات إلى منطقة اسفيريات والتي تقدر بـ 1500 ماكينة وإبعاد المصانع المكلفة بإعادة معالجة مخلفات التعدين الأهلي إلى منطقة اسفيريات الموجودة على بعد 20 كلم شمال شرق مدينة ازويرات.
وقال إنه من المنتظر أن يخلق هذا النشاط نهاية سنة 2022، مدينة جديدة ستكون لها نتائجها الكبيرة على الحجم الديموغرافي للولاية وعلى التوزيع السكاني من خلال خلق نشاط مستقل للذهب.
وأضاف أنه من المنتظر كذلك إنجاز الطريق الرابط ما بين مدينتي تيندوف الجزائرية وازويرات في الوقت القريب والذي سيكون في غاية الأهمية على مستقبل الولاية وسيعمل على تضاعف المبادلات التجارية بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن هذا الطريق سيمر بمنطقة اسفيريات المخصصة لمعالجة التعدين الأهلي، وسيستفيد منها ساكنة المناطق الحدودية ما بين الدولتين والتي من المنتظر أن تغير المنطقة من الناحية التجارية والاقتصادية.
وقال إن وجود شركة أونارجي العاملة في مجال اليورانيوم والتي تقع غير بعيدة من منطقة اسفيريات المخصصة لمعالجة التعدين الأهلي، ينتظر منهما خلق منطقة شمالية شرقية يكون فيها تواجد سكاني واقتصادي مهم بعد أن كانت خالية من السكان.
تقرير/ سالكنّ ولد إعل بوها