كان فى زماننا القديم ما قبل اإلستقالل و بعده الى غاية السبعينيات من القرن الماضي عادات و تقاليد هي دستور بالنسبة للزواج عند بعض المناطق و من أهم مواد هذا الدستور: المادة1 - أن االهل يختارون للمرأة الزوج المناسب لها حسب رأيهم و دون اعطائها أي رأي فى اختيار شريك حياتها ألنهم هم من يقرر مصيرها وفى حال رفضها تعتبر خارجة عن السلطة و منبوذة فى مجتمعها ولن يتقدم لها رجل بعد ذلك و كذلك بالنسبة للرجل تطلب له امه يد فتاة ولن يتزوج غيرها حتى وإن لم يكن يحبها فعليه تطبيق تلك القوانين ، وكان الزواج عندهم يبدأ من سن التسع سنوات ألن البنت تصبح مؤهلة للزواج بسبب السمنة وتصبح الفتاة أكبر قدر من سنها)لبلوح الذى يبدأ من سن الرابعة من العمر(. المادة2 -أن يكون الزوج ابن عمها أو ابن خالتها ألن األسرة موصدة على هاذا النوع من الزواج و عند الخطوبة تأتى والدة الرجل فى الثلث األخير من الليل كي ال يراها أحد ألن الخطبة محاطة بالسرية التامة حتى يعلن رسميا عن الزواج ويطبقون فيه المثل )ولد عمى بانعايل أال بران باحمايل( المهم عندهم ليس المال و ال الجاه وإنما مربط الفرس أن يكون هو ابن عمها كي يتم زواجهما أو تبقى عانسا طيلة حياتها. المادة3 -وهي المهر هنا يعقد على مهر قدره ربع دينار ذهبا و يضع اهل المرأة شروطهم المعروفة وعندما يأتى المهر يردون للرجل ثمن شراء الشروط فى حال قبوله لهم و يتم الزواج و تأتى العروس الى بيت اهل العريس بما تيسر لديها من جهاز مع واجب اهل الزوج . أما فى هذه الحقبة التى أصبحت فيها العنوسة هي سيدة الموقف بسبب غالء المهور و التفاخر فى جميع انواع المظاهر السيئة التى بلغت بسببها نسبة العنوسة فى بالدنا ستين بالمائة و أستحدثت فيها عادات و تقاليد مخالفة للدين و الشرع هي التى أدت الى عزوف الرجال و النساء عن الزواج نظرا لتلك التكاليف الباهظة التى هي فى الحقيقة أكثر ضرها من نفعها. و من هذه المظاهر: هو أن يأتى رجل ذو مال و الحمد هلل على نعمه اللهم الحسد ويأتى بمهر كبير و ما ثقل وزنه من الذهب وكثر عدده من المال لعروسه و من الحوائج الثمينة عند الزواج، و يتفاخر به أمام الناس كي يقال هذا ثري و اعطى لزوجته كذا وكذا ، وكان احرى به أن يدفع مهرا عاديا منه أما الباقى يحتفظ به لزوجته حتى تأتى اليه و يعيشان به عيشة طيبة وال يكون سببا فى احراج اخيه الذى ليست لديه امكانيات مثله و حتى ال تنظر زميالت زوجته لما حظيت به هي و يعزفن عن الزواج ينتظرن من هو اغنى من منه. و فى نفس النطاق نتحدث عن ماهو أدهى و أمر وهو جانب الزواج عند أهل المرأة حيث تبدأ المشاكل التى ال حصر لها فى البداية تتصل والدة العريس على أم العروس لخطبة ابنتها و تحدد لها اليوم الذى ستأتى فيه كي تطلب يد أبنتها و يبدأ اإلستعداد لذلك اليوم و يقدمون اهل الفتاة جميع انواع الموائد و اشكالها حتى أن بعضهم يأتى بالفنانين و الطبالين)بنجه( و يرمون الفلوس التى هم فى أمس الحاجة إليها ويقدم اهل العريس ما يسمى بالسالم و هو عبارة عن بعض الفلوس و يحددون موعد الزواج وتنتهى األمور وفى بعض األحيان تفسخ الخطوبة بين اإلثنان ويصبح ذلك و كأنه حلم فاق صاحبه من سابع نومه . بعد ذلك يأتى يوم الزواج و يأتى اهل العريس بالمهر و ما يعطى للمرأة عند رجوعها ألهلها بعد ثالثة أيام من الزواج )تمراك اسبوع( و العوائد التى تعطى لمن كانو يخضبون أيادى العروس بالحناء و حالوة الزفاف )بونتى( ثم بعد ذلك يقوم اهل العروس بالواجب أتجاه العريس و اهله وتبدأ المشقة الكبرى، واجب العريس جمل و مالبس )آنسامبله من أزبى( مع بوش مسك غالى الثمن مع احذية غالية الثمن هي أيضا و البعض يرسل معها ساعة هذا ما يخص العريس.
أما بالنسبة لألهل فحدث وال حرج االم و االب و األخوة و األخوات و الخاالت و العمات و االعمام و االخوال الكل سيعطى له نصيبه من الغنيمة ، و بعد ذلك يبدأ جهاز العروس لبيتها فيعطو لها اهلها جهاز بيت بأكمله و عندها يصبح األهل هم افقر الفقراء و يقضون اعمارهم فى قضاء دين ذلك الزفاف الذى كان من األفضل لهم أن يعقدو قران ابنتهم مع الرجل و يتركوهما يبنون حياتهم حسب امكانياتهما. من هنا فإننى أرجوا من مجتمعنا هذا ترك هذا النوع من المظاهر السيئة و الدخيلة علينا كي يتكن الرجال و النساء من بناء أسر هادئة و غير مكلفة من أجل المحافظة عليها ، و تكوين اجيال قادمة على المبادىء الصحيحة للزواج. # بقلم الفقيرة الى ربها
مريم السبتى