قال عمدة بلدية تيارت، رئيس رابطة عمد نواكشوط السيد أحمد ولد عل، إن اللامركزية منهج تسيير ناجح في العالم، وأن البلاد انتهجت المنهج منذ 1986، مشيرا إلى أن البلديات هي أهم مكونات اللامركزية وأقربها للمواطن، مؤكدا أن عمرها زاد على 30 سنة، ومن الطبيعي أنها مرت بعدة مراحل.
واعتبر عمدة تيارت في مقابلة مع برنامج "هذا المساء" الذي تبثه قناة "الموريتانية"، أنه من المفروض أن يبدأ تحويل الصلاحيات لهذه البلديات بشكل تدريجي، مضيفا رغم ذلك أرى أن الإرادة السياسية في المراحل الماضية كانت تشير إلى نوع من عدم الجدية في انتهاج هذا المنهج بالشكل الصحيح، وهذا ما انعكس على أن تكون البلديات الآن في المستوى المطلوب، معتبرا أنها تعاني الكثير من النواقص، وإن حصلت بعض التحسينات وحولت إليها صلاحيات، مؤكدا أنه بالنظر إلى القانون المنشئ للبلديات وما منحها من صلاحيات فإن الخلل لا يزال كبيرا.
وأشار إلى أن التطور الديمقراطي ساهم في وصول عدة كفاءات وأطر سامية لإدارة العمل البلدي.
وقال عمدة تيارت "من الظاهر الآن أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح في ظل خيارات رئيس الجمهورية الحالي، وما لمسنا منه كرابطة إبان لقاءنا معه، وما لمسنا من الحكومة، والوزارة المكلفة باللامركزية، حيث أن الوزير المكلف بها أول من التقى رابطة العمد، وأرسل عدة تعميمات تطالب بمنح البلديات صلاحيتها والتعامل معها كأداة للتنمية وكجهاز إداري قريب من المواطنين".
وأضاف "في لقاءانا مع رئيس الجمهورية أكد ذلك، ولمسنا فيه وضوح الرؤية بضرورة إعطاء نفس جديد ودعم للامركزية، خصوصا في ظل الوضعية الحالية، حيث تجتاح العالم هذه الجائحة، والأدوار التي تقوم بها البلديات في هذا المستوى على المستوى الدولي"، مشيرا إلى أن البلديات تتوق إلى تقديم خطوات ملموسة في اللامركزية، مضيفا "نحن مرتاحون للإرادة السياسية المعبر عنها من طرف أعلى سلطة، والمدعومة من خلال توجهات صريحة".
وقال السيد أحمد ولد عل، إن الدور الأساسي ينبغي أن يكون بالتركيز على التنمية المحلية التي هي قاعدة هرم التنمية بشكل عام، مضيفا "لا ينبغي تحقيق هذه التنمية دون بناءها على أسس سليمة بدءا من البلديات الريفية، خصوصا أننا اليوم في موريتانيا لدينا 219 بلدية، من بينها 162 بلدية لا وجود للإدارة فيها لتقدم أي خدمات، وهو ما يعني أن تلك المهمة تقع حصرا على عاتق البلدية في تلك المناطق"، مشيرا إلى أن ذلك يفرض دعم هذه البلديات وتوفير الوسائل التي تمكنها من القيام بمهامها، متسائلا "بأي معنى تستطيع بلديات ريفية غير مدعومة بأي وسائل أن تحقق التنمية وتدعم المجهود الحكومي في هذا المجال؟".
ودعا عمدة بلدية تيارت إلى العمل من أجل دعم البلديات وتوفير الوسائل المطلوبة من أجل خلق مجالس بلدية ومؤسسات قريبة من المواطنين يتجهون إليها لحل مشاكلهم، مشيرا إلى أن جو الاطمئنان الحالي وعدم وجود تجاذبات سياسية يساهم في ذلك، مؤكدا وجود الإصرار والقدرة لدى البلديات من أجل القيام بدورها، قائلا إن ذلك سيساهم في وضع أسس لتحقيق التنمية الشاملة.
وشدد على ضرورة أن تحذو كافة مؤسسات الدولة حذو وكالة التضامن "تآزر"، التي وقعت اتفاقا يضمن التعاون مع البلديات في تحديد الأولويات التنموية.
وقال رئيس رابطة عمد نواكشوط، إن مدينة نواكشوط لها خصوصياتها من حيث مستوى الوعي السكاني والكثير من المشاكل، مشيرا إلى أن تحسن عمل البلديات وإدارتها من طرف نخب قادرة على القيام بالكثير من المهام، يواكبه مستوى وعي المواطنين وتفهمهم لصلاحيات البلديات.
وأوضح العمدة أن بلديات نواكشوط تزورها يوميا حوالي 600 شخص من أهل الحاجات المختلفة، مضيفا "البعض يبحث عن الوثائق، ومشاكل الأسواق، والحرائق، وكل الإشكالات".
وأشار عمدة بلدية تيارت إلى أن بلديته سعت إلى تطوير وتحسين خدماتها، معتبرا أنها اليوم مرفق جاهز لخدمة المواطنين الذين يجدون فيها الاحترام الكافي الذي من اللازم أن يجده المواطن حين يزور أي مرفق يديره ممثل للشعب يشعر بحجم الأمانة الكبيرة.
العمدة.. آن الأوان للتخبط في مجال نظافة نواكشوط أن ينتهي
من جهة أخرى قال رئيس رابطة عمدة نواكشوط، وعمدة بلدية تيارت السيد أحمد ولد عل، إن مسألة النظافة من الأمور التي تعرق كافة البلديات، مشيرا إلى أنه لا أحد يمكن أن يقتنع أن النظافة ليست من صميم المسؤوليات الملقاة على عاتق البلديات والتي يمنحها القانون، وليس للمواطن إلا أن يلجأ إليها عند الحاجة، معتبرا أنها مرت بالكثير من المراحل لتصل مرحلتها الراهنة، قائلا "أوجه كلامي لكل المعنيين لأقول إن التخبط في مجال النظافة آن له أن ينتهي".
وأشار إلى أن المسؤول عن هذه النظافة من الناحية القانونية يجب أن يكون معنيا بتحديد السياسات المتعلقة بها، وأن البلديات لا تمانع بالدخول في شراكة مع خصوصيين موريتانيين في مجال النظافة، وأنهم ليسوا ضد الشركة المكلفة بالنظافة، مضيفا "بل العكس نعتقد أنها قامت بالكثير من العمل، ولكن ينقصها الكثير ونحن مستعدون للشراكة".
وقال عمدة بلدية تيارت إن مشاكل النظافة كثيرة ويتم نقاشها منذ فترة ويجب أن تعاد المسؤوليات للمعنيين بها في البلديات بالتنسيق مع الشركة لتحسين نظافة نواكشوط، مذكرا المسؤولين بضرورة وضع حد لأزمة الأوساخ في نواكشوط، مشيرا إلى أن كل البلديات منحت المسؤوليات المتعلقة بها في مجال النظافة باستثناء بلديات نواكشوط.
وأوضح السيد أحمد ولد عل، أن أهم تحدي تعاني منه بلديات نواكشوط هو قضية النظافة التي لا يمكن أن نقنع أي مواطن بعدم مسؤولياتنا عنها، داعيا إلى أن تكون هذه البلديات شريكا رئيسية في هذه المسألة، مشددا على ضرورة رد الأمور لنصابها القانوني.
وأوضح على أن المجالس البلدية أصبحت تنموية ولديها كامل القدرة على ضمان الشفافية بفعل تواجد تشكيلات مختلفة حريصة كل الحرص على إرضاء المواطنين، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي تعارض بين البلديات والجهات، وأن لكل منها ما له، وما عليه.
وقال عمدة تيارت إن رابطة عمد نواكشوط سجلت تحسنا كبيرا على مستوى أداء بلديات العاصمة، وأن العمد الـ 9 جسم واحدة من خلال الرابطة ويعملون على خدمة المواطنين، وأن جائحة كورونا أثبتت ذلك، مشددا على أن الإرادة الصادقة لرأس النظام سيكون لها دور حاسم في تحسين أداء الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأعتبر رئيس رابطة عمدة نواكشوط، وعمدة بلدية تيارت السيد أحمد ولد عل، أن بلديات نواكشوط لها خصوصياتها من حيث تنوع المشاكل المطروحة أمامها ومطالب المواطنين، مؤكدا وجود مشاكل اجتماعية وتنموية، ومشاكل اقتصادية، ومشاكل في التنظيم، والأمن، والصحة، مضيفا "نحن نعاني تحدي الرفع من أداء البلديات، ونعي مسؤولياتنا ونرى تجارب الغير"، مؤكدا وجود تنسيق مشترك من أجل رفع التحديات.