عام علي تنصيب الرئيس : الحزب الحاكم يحتفل بالذكرى الأولى لتنصيب رئيس الجمهورية

أحد, 02/08/2020 - 11:20

نظم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مساء السبت فاتح أغسطس 2020 بقصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط حفلا جماهيريا حاشدا، تخليدا للذكرى الأولى لتنصيب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وبدء تنفيذ برنامج "تعهداتي" في مثل هذا اليوم من العام الماضي. ترأس الحفل رئيس الحزب السيد سيدي محمد ولد الطالب أعمر، بحضور الوزير الاول السيد إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا ورئيس الجمعية الوطنية والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية وأعضاء الحكومة ومدير ديوان فخامة رئيس الجمهورية ونواب رئيس الحزب والأمين العام وأعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الوطني ورئيس فريقه البرلماني ونواب الحزب و الأغلبية في الجمعية الوطنية ورؤساء الهيئات القيادية لشباب ونساء الحزب وعدد من المدعوين من أحزاب المعارضة والأغلبية و عدد من الشخصيات الوطنية. وقد بدأ الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم قبل الوقوف للاستماع لعزف النشيد الوطني، تلته قراءة شعرية شعبية تخليدا لذكرى تنصيب فخامة رئيس الجمهورية. وهنأ رئيس الحزب في بداية كلمته فخامة رئيس الجمهورية والشعب الموريتاني بمناسبة مرور سنة على تنصيب فخامته رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية كما هنأ الشعب الموريتاني وقيادته بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وتناول رئيس الاتحاد من أجل الجمهورية في خطابه حصيلة معززة بالأرقام والإنجازات للعام الأول من تنفيذ برنامج " تعهداتي ". وجاء في الخطاب: "بسم الله الرحمن الرحيم .. وصلى الله على النبي الكريم يسعدني أولا أن أتوجه بالتهنئة إلى فخامة رئيس الجمهورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بمناسبة الذكرى الأولى لتسلمه مقاليد أمور البلد، كما أبارك له وللشعب الموريتاني حلول عيد الأضحى المبارك، ذكرى التضحية والفداء، كما أتقدم إليكم جميعا إخوتي أخواتي بالتهنئة بمناسبة الذكرى الأولى لتنصيب فخامته رئيسا للجمهورية، حين انطلق مشروع تحديث موريتانيا، وبناء هويتها ومستقبلها على أسس سليمة وصلبة. وأتقدم بالشكر الخالص لنواب حزب الاتحاد من اجل الجمهورية، بمناسبة انتهاء دورتهم الناجحة، وعلى ما أبانوا عنه من روح الانسجام والمسؤولية في التعاطي مع الملفات التي اكتنفتها، وحين كانوا عند حسن ظن الاتحاديين بهم، بل ظن كل الموريتانيين، كما أهنئهم على النتائج الهامة التي تمخضت عنها هذه الدورة، والتي لاشك ستشكل لبنة صلبة في حكامتنا الوطنية، تجسيدا لرؤية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وانسجاما مع تعهداته للشعب، كذلك كل تشكراتي لنواب أحزاب الأغلبية المتواجدين معنا اليوم، كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل نواب الجمعية الوطنية دون استثناء، على ما بذلوه من جهد لتغليب الهم الوطني في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ البلد. أيها السادة والسيدات، لقد شكل فاتح أغشت 2019 بكل المقاييس لحظة فريدة، وفاصلة، التحمت فيها مشاعر الأمة وآمالها وطموحاتها بإرادة القائد وتطلعاته إلى غد مشرق لشعبه ولوطنه، حين عبر فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عن ما يدور في خلد كل مواطن وما يطمح إليه كل موريتاني، مجسدا بذلك إرادة القائد المستجيب للتطلعات، والمحدد بكل دقة وصراحة النواقص، والأخطاء، والاختلالات، عاملا على إحقاق الحق، والعدل والإنصاف، وأن تؤدي الدولة كل وظائفها، لضمان أمن، وحماية، وكرامة، وترقية، ورفاه مواطنيها. إنني أدعوكم، أيها الإخوة، إلى العودة إلى خطاب إعلان ترشح فخامة رئيس الجمهورية، حين قال: ((... سيظل اهتمامي منصبا على تحقيق أعلى حد ممكن من السعادة للمواطن، الذي سأحرص كل الحرص على أن ينعم بالأمن والطمأنينة وأن يستفيد من خيرات بلده، وأن تُترجم آماله وتطلعاته إلى واقع دون تمييز، إلا ما كان إيجابيا لصالح الفئات التي سبقت الإشارة إليها...)). كما جاء في نفس الإعلان قول فخامته: ((...أدعوكم إلى مشروع دولة تعتبر فيها العدالة والمساواة والإخاء، والمواطنة مرتكزات وقيما، لا مجرد مفاهيم نظرية، دولةٍ يكون فيها التعليم والصحة والنفاذ إلى الخدمات الأساسية والابتكار والاستثمار في المعرفة، أدواتٌ لتغيير مصير الأفراد والجماعات...)). هذه، إخوتي أخواتي، بعضُ المضامين الجليلة والمعبرة عن بزوغ فجر العهد الذي استبشر به شعبنا، وبشر به برنامج "تعهداتي" حين قدم حلولا ناجعة لمشكلات مزمنة، ومستفحلة، طالما أرَّقت الوطن والمواطن، وحين فتح آفاقا واسعة أمام إصلاحات جذرية، وتحولات كبرى، ضمن مشروع جديد عنوانه"إعادة التأسيس". أيتها السيدات أيها السادة، إن ما يجري اليوم في بلادنا، هو إرساء دعائم دولة قوية، بشكل عميق وهادئ، متجاوزة ردحا من المعاناة الطويلة، وتلاشي النظم، وانهيار المؤسسات، وضياع حقوق المواطن ومصالحه، حين أطلق فخامة رئيس الجمهورية قاطرةَ إعداد الإصلاحات وتنفيذها وإنجاز البرامج والمشروعات، في ظروف استثنائية مليئة بالعراقيل والعقبات البنيوية والظرفية، وبالصعوبات الناتجة عن الأزمات الإقليمية والدولية، ومخلفات الماضي، فكان المناخ السياسي الوطني الجديد، على النقيض من ذلك، محفز للجهود، ودافع إلى الإبداع والابتكار وباعث للثقة والأمل. وتظل مواكبتنا لتنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية هي سر قدرتنا على الصمود أمام محاولات التشويش والعودة إلى الوراء، وقد أكد تعاطينا مع جائحة كوفيد19، وما قمنا به من عمل حزبي مآزرة لمجهودات الحكومة، أن قطار التغيير أصبح على سكته، وأن الدولة أصبحت قادرة على التعامل مع مختلف التحديات، فحين أرهقت هذه الجائحة كل دول العالم كانت مقاربتنا الخاصة بمواجهتها والتصدي لآثارها الاجتماعية والاقتصادية توتي أكلها، دون المساس بانتظام تنفيذ محطات برنامج "تعهداتي"، ولا بأجندة الإصلاحات المتتابعة، ولا بجهود محاربة الرشوة والفساد، ولا بتقوية وتوسيع علاقاتنا الدبلوماسية...، في وقت وجدت فيه معظم دول العالم نفسها مرغمة على إلغاء مكونات عديدة من خططها وبرامجها المقررة سلفا. أيها السادة أيتها السيدات، هنا تكمن أصالة رؤية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وخصوصيةُ نهجه في الحكامة، حيث وضع في مقدمة أولوياته السياسة إقامة مناخ هادئ، يمكن من توحيد الأمة، وجمع كلمتها حول القضايا الوطنية الكبرى، فأدى ذلك إلى بروز تيار وطني جامع، ودفع بعض النخب إلى مراجعات فكرية وسياسية هامة، وأحس الجميع بالتحول الديمقراطي الذي ظل متعثرا زمانا بفعل الصراعات السياسية العقيمة. إننا بفضل الله، ثم بحكمة وإرادة فخامة رئيس الجمهورية، وروح المسؤولية لدى القيادات السياسية في المعارضة وفي الأغلبية، شهدنا تشكل جبهة وطنية عريضة وقوية، ذات موقف موحد حول مواجهة الجائحة، وحول البرامج الخاصة بها، وحول الإصلاحات الجارية، ومحاربة الفساد بكل أنواعه، وهو ما يجري التنسيق والتشاور حوله، وبشكل منتظم، بين الأطراف السياسية على مستوى منسقية الأحزاب الممثلة في البرلمان، من الموالاة والمعارضة، كما أخذ التنسيق بين الحكومة ومؤسسة المعارضة الديمقراطية مساره الدستوري المنتظم، وسيسجل التاريخ لشعبنا ولقيادتنا هذا الإنجاز السياسي الرائع، وهذه المواقف النادرة، والمكاسب المتحققة في وقت قياسي... وما حضور عدد من كبار القادة دون تردد أو تحفظ لقمة مجموعة دول الساحل الخمسة في نواكشوط، إلا تأكيدا للثقة في ما آلت إليه المقومات، والقدرات الوطنية، سياسيا، وأمنيا، وصحيا، وللثقة والتقدير الذي يحظى بهما شخص فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لدى شركاء بلدنا، ومختلف قادة وزعماء العالم في هذه اللحظة التاريخية. وقد كانت جائحة كورونا مناسبة أظهرت الدولة فيها مدى قربها من المواطن وهموهمه، ففي المجال الرعوي الخاص، فإننا مطمئنون للعناية التي حظي بها، من حيث قدرة الأجهزة المختصة على الاستشراف، وتوفير الأعلاف في الوقت المناسب، وبكميات كبيرة، مع تعدد في نقاط البيع وقربها من المستهدفين، وبأسعار مدعومة من طرف الدولة، هذا بالإضافة إلى زيادة النقاط المائية في الوسط الرعوي، وتصليح بعضها الآخر، وتوفير أطباء بيطريين لمواكبة هذا التدخل، وقد سمحت آليات المتابعة من عدم تسجيل أي نقص يذكر. وقد كان برنامج أولوياتي رقم 1 في الموعد، حيث وضع خطة اجتماعية متعددة الأبعاد، تستهدف المواطنين الأكثر فقرا، حيث رصد لذلك ما يناهز 41 مليار أوقية قديمة، وتمويل ما يزيد على 20 مشروعا في التعليم، الصحة، التآزر، الشؤون الاجتماعية، البنية التحتية، وقد استفادت منه مجموعات عريضة من مواطنينا. وتخفيفا لمخلفات وباء كوفيد19 تم توفير المياه وبطريقة مجانية في الوسط الريفي ، وتوزيع بعض المواد الغذائية الضرورية لمدة 9 أشهر، وتزويد المناطق الحضرية الأكثر فقرا بالمياه والكهرباء مجانا لمدة شهرين، واستفادت ما يزيد على 200.000 أسرة من تحويلات نقدية مجاني، وكذا دعم الصيادين التقليدين، وهكذا تميزت خطة مواجهة كوفيد19 بالشفافية التي طبعت عمل اللجنة الوزارية لمكافحة الوباء، ولجانها الفرعية، بطريقة ظل معها عمل اللجنة متوازنا، وديناميكيا، ومتكاملا ، طال مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. وعلى مستوى الحكامة فإننا نسجل بارتياح مستوى التعبئة الفعالة لمؤسسات الرقابة من أجل مكافحة فعالة لسوء التسيير (محكمة الحاسبات ، المفتشية العامة للدولة). وقد قامت الدولة بجهود جبارة لحماية حقوق الإنسان، وصون كرامته، حيث عبر تقرير الولايات المتحدة الأمريكية حول الاتجار بالبشر عن تقديره للتقدم الحاصل في هذا الإطار منذ تسلم فخامة رئيس الجمهورية مقاليد الأمور. أيها الإخوة والأخوات، تتحدد قوة منظومات الدول ومدى صلابة مؤسساتها بالقدرة على التعامل مع الأزمات المختلفة وفي كل الظروف، وهكذا سجلت حكومتنا هذه السنة، وبتوجهات من فخامة رئيس الجمهورية خطوات هامة للتحسين من الأداء، والرفع من الطاقات، وسد الثغرات، كما تغلبت على المشكلات العويصة الناجمة عن جائحة كوفيد19، ووضعت خططا سريعة للتدخل الصحي على كل المستويات، وكذلك خططا وآليات للطوارئ والأزمات أيا كان نوعها، للتقليل من خطر الجائحة وللتخفيف من آثارها، وهنا أتوسل إلى الله أن يرحم شهداءنا الذين قضوا بسببها، وأرجو الشفاء العاجل للذين لازالوا مصابين بالوباء، كما لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى الطواقم الطبية، وإلى قواتنا المسلحة وقوات أمننا، بتفانيهم في خدمة شعبهم وتضحياتهم الجسيمة منذ تفشي الوباء، وإلى كل المتطوعين من الشباب والنساء ورجال الأعمال، وإلى كافة مناضلي حزبنا، وكل الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية، على الروح الوطنية العالية، وعلى الهبة التضامنية المثمرة الداعمة لجهود الحكومة في الإغاثة، والتوعية والتحسيس، مترجمين الخيار الاستراتيجي لفخامة رئيس الجمهورية، والموقف الموحد للقوى الوطنية المختلفة. إن تسريع وتيرة تطبيق برنامج فخامة رئيس الجمهورية، وخاصة فيما يتعلق بتحسين ظروف الحياة اليومية للمواطن هي أولويتنا الأولى في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، انطلاقا من تشبثنا ببرنامج صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني، لذلك ننوه بالتركيز على استمرار تموين السوق بالمواد الاستهلاكية الأساسية مع تثبيت أسعارها، وما تم في إطار حماية المستهلك أثناء جائحة كوفيد19، ورقابة جودة المنتوجات، وتنفيذ برنامج خاص للنظافة في المدن والقرى، وتنفيذ برنامج للمياه في الأرياف والتجمعات السكنية الكبرى، والبرنامج الرعوي الخاص، وبرنامج أولوياتي رقم1، وغيرها من المكونات الأخرى الخاصة كبرامج العناية بالمرأة، والشباب والتشغيل، والدعم الاجتماعي، ضمن المشروعات العديدة لمندوبية "تآزر"، كما نأمل، مع تحسن الظروف الصحية في البلد، أن تكون وتيرة تطبيق البرنامج أسرع مما هي عليه الآن. كما أننا تابعنا وباهتمام كبير أشغال ورشات تحليل وتوجيه السياسات القطاعية لمختلف مراحل التعليم وصولا إلى اكتمال مقتضيات مدرستنا الجمهورية المنشودة، ضمن الإصلاح الشامل الجاري إعداده، وما واكبه من عناية بتحسين العرض المدرسي، وبإنشاء عشرات المدارس الأساسية، والثانوية، والمهنية، والفنية، واكتتاب ما يربو على 4000 مدرس في كل مستويات وأنواع التعليم، والتحسين من ظروف المصادر البشرية في القطاع. وعلى مستوى قطاع الشؤون الإسلامية فإننا نشيد باكتتاب 800 من المؤذنين والأئمة، الذي تم هذه السنة، في إطار اهتمام السلطات العمومية بالعمل الإسلامي. وندرك مثل غيرنا ما يوليه برنامج فخامة رئيس الجمهورية للصيد البحري، الذي كان إلى وقت قريب يعاني من أزمات حادة، لدرجة أن سلسلة الإنتاج ظلت معطلة تماما إلى غاية 31 يوليو 2019، إلا أنه حظي بعناية خاصة مكنت من معالجة المشكلات المسببة لإغلاق المصانع، والتي من أهمها عدم ملاءمة البنى التحتية، والأسعار، والتخزين، وانعدام الثقة بين الفاعلين في القطاع، فاستأنفت النشاطات في ظروف مرضية، وتواصلت جهود تحسينها وتعزيزها. و ضمن حرصنا على تطبيق برنامج تعهداتي، ننوه بما تم في ميدان الزراعة، من استصلاح وإعادة تأهيل آلاف الهكتارات، وبناء عشرات السدود، وشق القنوات، وحفر الآبار، وحماية المزارع والمراعي ودعم المزارعين، وبناء وتنظيم الأسواق والمسالخ. وما أنجز في قطاع التجهيز والنقل من مراجعة الإطار القانوني والمؤسسي، وتحديد المعايير الفنية لتحسين جودة المنشات، والصرامة في مراقبتها، وتوسيع شبكة الطرق الحضرية، وإنجاز مجموعة محاور عديدة من الطرق بين مختلف مقاطعات البلاد، وتقريب الخدمات من المواطن الذي هو غايتنا وهدفنا. كما أن اهتمام فخامته بمجال التعدين جعلنا نشيد بفرض اتباع سياسة جديد ترمي إلى حماية مصالح البلاد، ومبادرات المتدخلين الوطنين، وجذب وطمأنة المستثمرين الأجانب، الذين أعلن بعضهم إعادة النظر إيجابا في تقويمه للاستثمار والشراكة في بلادنا. كما ركزت السلطات على الرفع من قيمة المحتوى المحلي في جميع مشروعات البترول والطاقة والمعادن، وكذلك تكوين الخبرات الوطنية وتشغيلها لضمان الحصول على أكبر عائد ممكن للفرد وللمجموعة الوطنية. و في نفس السياق واكبنا كل البرامج الحكومية للعناية بالشباب، ومشاغله، لضمان مستقبل للأجيال، تطبعه الثقة والأمل والشعور بالأمان، بتوفير أسباب العيش الكريم للأسر الناشئة وللأفراد، وتهيئة نخب جديدة تملك الأخلاق والرؤية الصادقة للعناية بالشأن الوطني، ويتضمن برنامج الرئيس الجاري تنفيذه في هذا النطاق برامج للتكوين تفضي إلى التشغيل بالنسبة للبعض، وإلى تصميم مشروعات صغيرة مدعومة بالنسبة للبعض الآخر، إلى جانب خطط التكوين المهني الأخرى، التي تستوعب أعدادا هامة من الشباب، بحيث يتجاوز مجموع فرص العمل المعدة في كل القطاعات ما بزيد على 10 آلاف فرصة عمل، وذلك رغم جائحة كورونا. كما واكبنا أيضا إنشاء المرصد الوطني لحقوق المرأة والفتاة.، الذي يعني قوة إرادة فخامة رئيس الجمهورية من أجل ترقية حقوق المرأة وإعطائها المكانة المناسبة في المجتمع، وذلك من خلال إنشاء جهاز مكلف بدعم الحكومة في تنفيذ السياسات العمومية الرامية إلى تعزيز حضور المرأة في كافة مناحي الحياة الوطنية وتشجيع مشاركتها الفعالة في البناء الوطني. ويظل الخيط الناظم لهذه البرامج والسياسات هو محاربة الإقصاء والغبن والتفاوت الحاد، وضمان ولوج كافة المواطنين إلى الخدمات الأساسية. أيها السادة والسيدات، إن عمق رؤية رئيس الجمهورية وقوة التزامه، ومصداقيته، دفعت بصرامة الحكومة إلى تنفيذ تعهداته، ومكنت من امتصاص عجز كبير ناجم عن جائحة كورونا، التي أدت إلى تراجع توقعات النمو من أزيد من (6) بالمائة إلى (2-) بالمائة، وربما إلى أقل من ذلك، وهو ما أدى إلى إنشاء صندوق خاص للتضامن الاجتماعي ولمكافحة فيروس كورونا، وإعداد خطة للنهوض الاقتصادي، وتم كل ذلك في ظروف جيدة، حيث رصدت الإمكانات اللازمة لتغطية النفقات الطارئة، ولتعويض الموارد المفقودة، بفعل الإغلاق الاقتصادي والحجر الصحي، وذلك بجهود ذاتية، وبدعم وترتيب منسق مع الشركاء. كما أن هناك مؤشرا آخر لنجاعة الحكامة، ولمصداقية الدولة، لا ينفصل عن طبيعة المناخ السياسي الجديد، وعن الإصلاحات الجاري تنفيذها، سواء منها ما يتعلق بقطاع العدل، بأجهزته المختلفة، وهذا المؤشر هو إعداد دليل للمتقاضين باللغات الوطنية الأربع: العربية، البولارية، السونونكية والولفية، ومؤشر الأمن وحقوق الإنسان، و الاقتصاد ومتعلقاته، والعدالة الاجتماعية، وترقية رأس المال البشري. إخوتي أخواتي، مراعاة للثوابت، وسعيا إلى التحكم في المتغيرات، تَجدد التزامنا بحماية قيمنا الإسلامية، وهويتنا العربية الإفريقية، واستقلالنا الوطني، وحوزتنا الترابية، ووحدتنا الوطنية، وتأكَّد تصميمنا على تقوية دولة القانون، والمؤسسات، وعلى الإصلاح والتنمية، والإعمار، والترقية والتطوير، وعلى السير قدما في اتجاه تنقية الحياة السياسية من شوائب الانغلاق، وأدران البغضاء، والتخوين، والولاء للآخر، وترويج الصراعات، والعمل على تنافر المكونات الوطنية. ذلك سبيلنا وتلك خيارات رئيسنا السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وهي دليلنا ونِبراسنا نحو غد أرحب ومستقبل أكثر أمانا. أيها السادة والسيدات، لا تخفى علينا جميعا دلالات، ومغازي هذه التحولات، ولا عمقها، ولا كيف تمخضت عن هذا المشروع الكبير، الذي يسير بنا حثيثا نحو النمو المتسارع، ثم إلى التقدم والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، و لا يخفى عليكم كم نحن فخورون بمسيرتنا المظفرة، بمناعتها القوية ضد الارتكاسات المحتملة، التي أثبتت آليات ووسائل التصدي لها، والتعامل معها بحنكة وحكمة من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أنه القائد الذي يعول عليه شعبه في العبور الآمن به إلى مستقبل زاهر، قوامه البناء، والرفاه، والتماسك، وأنه يقود مسيرة محمية بثقة الشعب الذي اختاره ودعمه، ثقة في رؤيته الثاقبة والمتجددة، بأسسها المتمثلة في العدل، والمساواة، والتنمية، والإصلاح، ومحاربة الظلم والفساد، لنواصل المسير تحت قيادته المظفرة نحو الغد الواعد، مسلحين بالصدق مع الله، ومع أنفسنا وشعبنا. وقبل أنهي كلمتي هذه لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر للجنة الإشراف على هذا الحفل للتنظيم المحكم، والمجهودات التي بذلت من أجل إنجاحه، كما أشكر كل من ساهم في تنظيمه وإعداده من قريب أوبعيد. وكل عام وأنتم بخير. أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله."