أكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم الثلاثاء أن المسؤولية الملقاة على عواتق العلماء في سياق ترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال جسيمة وبالغة الأهمية وإننا على يقين بأن مخرجات مؤتمركم هذا سيكون لهاأثر إيجابي متميز في تأصيل ونشر هذه القيم وفي تفنيد دعوات الغلو والتفرقة.
وقال رئيس الجمهورية لدى افتتاحه المؤتمر الأول للعلماء الأفارقة حول ترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية واجهت بحزم هذه الجماعات معتمدة إستراتيجية شمولية ذات أبعاد عسكرية وتنموية وفكرية، وهي اليوم عند البعض مثال يحتذى به.
وجدد رئيس الجمهورية تصميم موريتانيا على مواصلة التصدى لهذه الجماعات في شبه المنطقة ضمن مجموعة الدول الخمس بالساحل.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية:
"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
معالي الوزير الأول
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السيد رئيس المجلس الدستوري
السيد زعيم المعارضة الديمقراطية
السادة الوزراء
السادة رؤساء الأحزاب السياسية
سماحة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة
أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية
السادة والسيدات ممثلو المنظمات الدولية المعتمدة في بلادنا
سماحة العلماء المشاركون في المؤتمر
أيها السادة والسيدات،
أيها الحضور الكريم،
يطيب لي بداية أن أتوجه ببالغ عبارات الترحيب إلى ضيوفنا الكرام من وزراء وشخصيات دولية وعلماء أجلاء وان أؤكد لهم على أنهم هنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية على أرض التسامح والانفتاح، فهذه البلاد ظلت على مر العصور ولا تزال منطقة إشعاع علمي وتمازج ثقافي فريد تستقطب العلماء من كل الأقطار فيستوطنوها َينهلون من علوم مشايخها ومن هنا كان إسهامها الكبير في انتشار الدين الإسلامي السمح والعلوم الشرعية بمختلف فنونها في إفريقيا.
كما يطيب لي كذلك أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن بيه على مبادرته بتنظيم هذا المؤتمر، جريا على عادته في السبق إلى كل ما من شأنه ترسيخ السلم والإخاء وإبراز الدين الإسلامي في نقاء قيمه السمحة مستعينا في ذلك بالله أولا ثم بطول باعه في العلوم الشرعية وعميق فهمه للتحديات المعاصرة.
أصحاب المعالي والسماحة،
أيها السادة والسيدات
أيها الحضور الكريم،
إن الأمن والاستقرار يشكلان شرطا أساسيا في قيام العمران البشري وفي نموه وازدهاره، وقد شهد العالم في العقدين الأخيرين تناميا ملحوظا لجماعات تمجد العنف وتذكي نار الفتنة وتؤجج حيث حلت الصراعات الطائفية والعرقية والمذهبية.
وقد تعاظم في السنوات الأخيرة نشاط هذه الجماعات الإرهابية في قارتنا الإفريقية وعملت على زعزعة أمننا واستقرارنا.
وقد واجهنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية بحزم هذه الجماعات معتمدين إستراتيجية شمولية ذات أبعاد عسكرية وتنموية وفكرية، هي اليوم عند البعض مثال يحتذى به، ولا نزال نتصدى لهذه الجماعات في منطقة الساحل ضمن مجموعة دول الساحل الخمس.
لقد كان لعلمائنا وأئمتنا دور أساسي في مواجهة هذه الجماعات من خلال جهودهم الموفقة في رد من غرر بهم من أبنائنا إلى جادة الصواب، وفي تحصين شبابنا في وجه دعوات الغلو والتطرف والعنف.
وفي هذا الإطار تبرز بوضوح أهمية مؤتمركم هذا الذي نشرف اليوم على افتتاحه مؤتمر التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال.
أصحاب المعالي والسماحة
أيها السادة والسيدات،
إن السلم والاستقرار مطلب أساسي لا يتأتى بدونه تحقيق المقاصد الشرعية الكبرى من حفظ للدين والعقل والنفس والمال ولا يكون السلم والاستقرار إلا حيث تنتصر ثقافة التسامح والاعتدال على ثقافة التطرف والاقتتال.
إن المسؤولية الملقاة على عواتق العلماء في سياق ترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال جسيمة وبالغة الأهمية وإننا على يقين بأن مخرجات مؤتمركم هذا سيكون لها أثر إيجابي متميز في تأصيل ونشر هذه القيم وفي تفنيد دعوات الغلو والتفرقة.
وفي الختام أعلن على بركة الله افتتاح مؤتمر العلماء الأفارقة حول التسامح والاعتدال في وجه التطرف والاقتتال متمنيا لأعماله كل التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".