عندما زار اتشارلز ديهل العالم البيزنطي جامع السليمانية قال: "عظمة فريد نوعها، و مقدرة خارقة". انتهزت يوم أمس فرصة سانحة لزيارة دوحة العلم و الصلاح و الفضل الذي لا مراء فيه الولي و العالم الجليل محمدا ولد محمودا في ابير التورس، لنعيش عبق التاريخ و تطور الحاضر. كان لنا الشرف ان تفيأنا ظلال دار التراث الشنقيطي، التي تضم المصنفات و المخطوطات النادرة التي جُمعت من كل حدب و صوب، من شنقيط إلى تمبكتو مرورا بتشيت دون ان ننسى ودان و تيندوف، ومن جميع المحاظر و المكتبات الأهلية الموريتانية. دار الولي الصالح و العابد الزاهد المختار ولد محمودا. كانت هذه التحفة النادرة من حيث الكم و النوع مصانة بدار فوق الدار لتذكرنا بهيبة المكان و لتحفظ الدار من عاديات الزمان و كأنها تقول : تناءت داره عني ولكن خيال وجوده في القلب ساكن إذا امتلأ الفؤاد به فماذا يضر إذا خلت منه الأماكن و للضيف : فنعم الدار انت لكل ضيف اذا ما ضاق بالضيف المكان. و لانه لكل صنعة خبيرها، فقد صممت المكتبة بشكل يجمع بين الاصالة و المعاصرة، من أرشيف الكتروني و كاميرات رقمية، و فهرسة حديثة، جمعت أمهات الكتب المحظرية و النوازل الفقية في ترتيب بديع و مظهر مهيب. أولئك قومٌ إن بنـوا أحسنـوا البِنَا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدُّوا. إلى جانب ذلك كله كان الصالون يحدث و بلسان فصيح عن تمازج الثقافة من فن الحجارة المزخرفة إلى النخلة التي تتبدى للزائر و ان تناءت عن بلد النخيل، باسقة مرحبة بالوافد: وأنشدكم و البغي مهلك اهله اذا الضيف لم يوجد له من ينازعه السنا نحييه و يامن سربه ونفرشه امنا و يطعم جائعه بلى و أكثر من ذلك. الاثنين ٦ يناير ٢٠١٩