هدية رأس السنة
بدأت عامي الجديد على الصعيد الوظيفي بقرار من المدير العام للتلفزيون بتحويلي إلى القناة الثانية؛ وهو _ للأصدقاء من خارج الحقل _ تهميش مقصود حتى لا أقول إنه إجراء عقابي في وقت كانت الاتصالات من الإخوة والمتابعين تصلني للاستفسار عن تاريخ عودتي للعمل.
ورغم أنني لا أهتم كثيرا بالموضوع ولا أنتظر مكافأة من مدير بخل علي بكلمة تضامن في محنة إنسانية وقف الجميع إلى جانبي خلالها؛ فإنني أستغرب أسباب هذا القرار وإن كنت أخمن أنها لن تخرج عن احتمالات ثلاثة أولها تعليقاتي على الفيسبوك للانتقادات الموضوعية لبعض الزملاء لأداء التلفزيون الذي خدمته في أكثر من قطاع طيلة ثمانية عشر عاما؛ وثانيهما تضامني الذي أتمسك به مع الزملاء المحترمين الذين طردوا دون مبرر قانوني خاصة أخي و زميلي أحمدو ول الحسن ،
أما الثالث فهو أن الإدارة سعت لاستغلال الوعكة التي تعرضت لها يوم الاستقلال لمحاسبتي على النقطتين أعلاه؛ ولا يخفى أن ما حصل يومها لا يمكن مهما بلغ سوء النية تصنيفه خطأ مهنيا فهو عرض طارئ يمكن أن يحصل _ لا قدر الله _ لأي مذيع؛ وكنت أتوقع أن تخجل الادارة من تعاملها معي و تلتمس الصفح تحقيقا لإنسانيتها لا أن تتخذه ذريعة للإمعان فيما يتصوره المدير العام واهما عقابا لي أو تهميشا وأعتبره وسام شرف لي وشاهدا على أنني لم أتملق سيادته أو أطبل له أو أمشي بالوشاية إليه.
ختاما ليهنأ سيادة المدير بالسنة الجديدة وبالراتب الزهيد الأقرع من كل العلاوات التي يحصل عليها مقدمو التلفزيون؛ ويمكنه أن يدفعه بلا حرج لأحد مقربيه من الذين ما فتئ يفتش لهم عن فرص.