لدكتورة فاطمة بنت حماد (*)
وجدت الرئاسة صعوبة في الاتصال بي لكنها اتصلت بأحد أفراد العائلة ....كان يناديني بصوت مرتفع الرئاسة ادوروك رفضت في البداية استلام الهاتف قلت له دعهم يتصلون بهاتفي مباشرة ودعك من هذا نحن في شهر يونيو وليس ابريل ...
رد علي بصوت خافت وهو يشير بيده انظري هذا رقم الرئاسة كان الاتصال من هاتف ثابت ورفع صوت
السماعة كان المتحدث هائا ومهذبا...
دعاني الى الرئاسة لكن بقيت الشكوك والهواجس تنتابني ..
اقول في نفسي وانا استحث الخطي نحو القصر...
هل فعلا الرئيس يريد مقابلتي ؟؟
ولماذا؟
استحضرت دعابات ورسائل الزملاءوالشائعات حول دعوة فلان وعلان للرئاسة هذه الفتره...
مررت بجانب حديقة الحرية المدشنه حديثا، شاهدت احدهم يصب التزياف من إبريق فيما يرمي جاره علبة فارغة قرب النافورة... وفي الطرف الاخر سيدة تجر حصيرا ووسادة ...
وذكرني العلم الكبير المنصوب على سارية صخمة توسطت مكان غرفة مجلس الشيوخ قبالة بوابة الرئاسة بقول الأديب :
"نعرف ْبناي َكانت ْهونْ
دهرْ ابعيدْ أو مَنْ هون ْأو دونْ
والا ّعادت ْباط اجْدَرْ بُونْ
عَكْبَتْ عَادَتْ تَنْبصْكَايَ
وافْرَغْ هذَكامل يكونْ
اجْدَيرْ أو نبتت ْصدرايَ
ماهى بنايْ فَمْ .اللهْ
يَكْطَعْ ْبالدّنْيَ خَلاّيَ
مَعْوَدْ لاَمَتْهَاوالتنزاهْ
أعْكُوبَتْهَم رَدْ رْوَايَه
دلفت الى غرفة الحراسة المحاذية للمدخل الامامي ... وجدت شابا نحيفا حاد النظرات سالني عن اسمي ...
قبل ان يلقي نظرك على ووريقة صغيرة امامه ....
ثم القي على التحية بعد ذلك دون ان اي يقوم بتفتشي ...
كان منظر حديقة القصر من الداخل مختلف بعض الشي عما لاحظته... في اخر زيارة ؛ حينما استقبلنا الرئيس السابق ضمن مجموعة من الاطباء....
ولفتت انتباهي تلك الصوره المكبرة للرئيس محمد ولد عبد العزيز المثبتة على حائط الطابق السفلي من القصر وهي مثبتة على يسار سلسلة صور الرؤساء السابقين !!
تذكرت انها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ....
توجهت الى المصعد لكنه لا يعمل ... حتى مبنى الرئاسة لم يسلم من الأعطاب الفنية !!
اصطررات الى الصعود عبر السلم ....
وكانت الوجهة مكتب مدير الديوان ..
تقدمت له بالتهنئة .... تبادلنا أطراف الحديث حول اوضاع الصحة في البلد ...
اوضح لي مآخذ المواطنين على الاطباء .... فانتهزت الفرصة لشرح ما نواجهه كأطباء من نواقص ومصاعب مالية ولوجستية ... لكن مسؤل في البرتوكول قطع حديثنا الودي ..
اصطحبني الى مكتب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ...
بدا الرجل عارفا بحجم التحديات والاكراهات التى تواجهنا نحن الاطباء....
وأكد لي ان ترقية قطاع الصحة تشكل اولوية الأولويات بالنسبةله..
وقبل ان يفاتحني في موضوع التعيين ،
رن هاتفي ....شعرت بالإحراج الشديد...
فكان على ان أضعه فى وضع الصامت او اغلقه... وفق ما تقتضيه اداب السلوك امام القادة..
كانت محدثتي امنة بنت السالك القيمة على قسم النساء والتوليد بالمستشفي ...تقول لي دون مقدمات ووسط ضوضاء وأصوات مرتفعة
" الدكتوره لحكين عندنا حالات evacuationss من كيهيدي والاك واكجوجت والدم ماهو خالك والسبخة مقطوع عنها الظو والإنعاش مافيه بلاصه ...
اردت الرد عليها بصوت خافت قلت لها انا مع الرئيس الان وكل المشاكل ستحل ...
فإذا باهل الدار يقولون سمي سمي
الرئيس رئيس اش سمي واحجبي ..
فيما يسمع صوت آمنة وهي تلح بحثا عن حل ...
_____
(*) أكبر طبيبة نسائية في موريتانيا.