عرفت المرأة في سلطنة عُمان تقدّماً في جميع مجالات الحياة منذ مطلع سبعينات القرن الماضي بعد تولّي السلطان قابوس بن سعيد حكم البلاد، حيث ساهمت بشكل فعّال في عملية التنمية فحققت الكثير من المكاسب والإنجازات. لقد حرص السلطان قابوس على أن تحتل المرأة موقعاً مهمّاً لتصبح المساواة بينها وبين الرجل إحدى الركائز الأساسية في التنمية البشرية العُمانية، بل ومثّلت شرطاُ مهماّ من شروط نجاحها وإستدامتها إنطلاقاً من مبدأ أنه لا يمكن السير نحو التقدّم والتحضّر ونصف المجتمع معطّل، إذ أن المرأة تمثّل نصف المجتمع (49.3 %) في السلطنة وفقاً لآخر الإحصاءات.
لم يأتي تفوق المرأة العُمانية من فراغ فقد راهن عليها صناع القرار باعتبارها ركيزة أساسية اعتمدت عليها الدولة لدفع عجلة التقدم في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والسياسية والرياضية.
لم تخيب المرأة العُمانية الظن وحازت سلطنة عمان عام 2018 المرتبة الأولى في تمكين المرأة من حقوقها، وفقا لتقرير سنوي عن مؤسسة المرأة العربية.
أدّت المرأة العُمانية دورها في تلبية وتحقيق ما دعا إليه السلطان قابوس في خطاباته التي أكدت على دورها ومكانتها، وحيث قال: "لقد أولينا منذ بداية هذا العهد اهتمامنا الكامل لمشاركة المرأة في مسيرة النهضة، فوفرنا لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف، ودعمنا دورها ومكانتها في المجتمع، وأكدنا على ضرورة إسهامها في شتى مجالات التنمية، ويسرنا ذلك من خلال النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتبين واجباتها".
لقد أصبحت المرأة العُمانية قوية وملهمة ولديها الرغبة في التعلم وخوض التحديات لتقوم بعملها على أحسن وجه،أصبحت محط أنظار العديد من النساء في العالم العربي اللواتي يتطلعن إلى بلوغ ما بلغته من تمكين في كل المجالات، كان نتيجة لعملها بجدارة للوصول إلى أعلى المراتب العلمية والبحثية وجهودها المتواصلة دون توقف لخلق مستقبل أفضل لها وللمجتمع.
لم تغب النساء فاهتمت بالمساهمة في النهضة من كل الجوانب ففي الجانب الرياضي أنشأت الفرق الوطنية النسائية التي تمثل السلطنة في المحافل الدولية، وتم إنشاء لجنة الرياضة النسائية عام 2003 برئاسة سناء البوسعيدي أحدث نقلة كبيرة في رياضة المرأة بسلطنة عمان.
الواقع أن الأمر لم يكن سهلاً لوصول المرأة العُمانية إلى ما هي عليه حالياً سواء على صعيد التعليم أو في مجال المشاركة العامة، فقد واجهتها تحديات عدة رغم دعم الإرادة السياسية لها. فالمجتمع العُماني دخل عصر المدنية في وقت قصير نسبياً من عمر الحضارات، وكانت تحكمه عادات وتقاليد كثيرة تحدّ من خروج المرأة من منزلها والإختلاط بالرجال، وهو أمر لم يكن مقبولاً في حينه لدى معظم شرائح المجتمع. فالمجتمعات التقليدية كما هو حال في معظم المجتماعات العربية دائماً ما تربط دور المرأة بدورها في المنزل وتربية الأبناء، حيث أنه بعد مرحلة خروجها من البيت للتعليم والعمل وجدت مقاومة أخرى من المجتمع الذي حصرها في أعمال ترتبط بدور الأمومة الرعائي مثل التدريس مع عدم تقبّلها في التخصّصات العلمية أو تولّي المناصب القيادية وصنع القرار. ولكن بسبب طموحها وإصرارها على إقتحام كل المجالات من دون أن تسمح للعقبات الإجتماعية بإيقاف مسيرتها، وذلك بدعم مستمر من دولتها التي تفهّمت أيضاً هذه العقبات الإجتماعية وتعاملت معها بحذر وتدرّج، فقد حقّقت المرأة العُمانية إنجازات لم تصل إليها الكثير من بنات جنسها في الدول المجاورة. ومما لا شك فيه بأنه ما زال لدى المرأة العُمانية طموحات وآمال كثيرة لتحقيقها، فالطريق مازال طويلاً للإنجاز والعطاء.
زينب سيد أحمد الملقبة شيماء