أكد موقع "فيتو" الصحفي المصري أن الحكومة الموريتانية استدعت السفير الإيراني لديها، في إطار حماية الهوية السنية للبلد والتصدي للمد الشيعي؛ مبرزا أن هذا الاستدعاء يندرج ضمن تصعيد غير مسبوق احتجاجا على النهج الذي تتبعه طهران لنشر منهجها الشيعي بالبلاد، والذي يعتبر جزءا من خطتها في المنطقة وانتشار التأثير بدول أفريقيا.
وأضاف المصدر أن السلطات الموريتانية أبلغت السفير الإيرانى أنها لم تعد تقبل بأى نشاط تقوم به السفارة أو جهات مرتبطة بها من أجل تغيير مذهب المجتمع الموريتانى أو عقيدته”، وذلك بعد فترة من مصادرة أهم مركز للشيعة في البلاد وهو "مجمع الإمام على"، وعزل إمامه وتعيين إمام سنى مكانه.
الموقع المصري نشر تقريرا عن العلاقات بين موريتانيا وإيران، وعن أسرار التغلغل الإيراني الشيعي في موريتانيا؛ حيث أن بداية الظهور العلني للتشيع في البلاد، كانت مع إعلان مواطن يدعى بكار ولد بكار، وهو موظف بوزارة الشئون الاجتماعية الموريتانية تشيعه، ثم أصبح فيما بعد عام 2006 زعيمًا لشيعة موريتانيا، ورجل إيران في نشر التشيع في موريتانيا وغرب أفريقيا، وينتمي إلى طائفة المرجع الشيعي السيستاني.
وآضاف التقرير أنه رغم مواجهة المشايخ والعلماء في موريتانيا لهذا المد الشيعي في البلاد، إلا أن فقر البلاد واللجوء لإيران في المساعدات الاقتصادية، ساهم في زيادة أعداد الشيعة في البلاد وغض الطرف من الحكومة الرسمية عنه.
ومنحت إيران للنظام الموريتاني في ديسمبر 2008 ،100 مليون دولار أمريكي لدعم الخزينة الموريتانية التي كانت في حالة عجز بسبب انقطاع القروض والمساعدات المالية العربية والأوروبية.
وفي مارس 2010 زار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز طهران وأعلن دعم بلاده لها في خلافها مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي وتنسيق البلدين لمواقفهما في المحافل الدولية، وبعد الزيارة منحت إيران موريتانيا سلسلة قروض مالية لإنشاء مشاريع تنموية تشمل النقل البري وشق الطرقات وإنشاء السدود وإدارة الموارد المائية في المناطق الزراعية، وبهذا التقارب غضت السلطات في الدولة الطرف عن التوسع الإيراني في البلاد عبر نشر التشيع، ليس عن طريق المؤسسات غير الحكومية المدعومة منها، بل أيضًا بدعم من السفارة الإيرانية في العاصمة نواكشوط.
وكشف التقرير عن وجود تنسيق بين السفارة الإيرانية في موريتانيا وكلية الآداب في نواكشوط لافتتاح قسم للغة الفارسية، وقطعت السفارة الإيرانية في نواكشوط شوطا متقدما في سبيل افتتاح القسم المذكور، كما وفرت منحا لخمسة طلاب موريتانيين يدرسون في إيران وخصوصا في مجالات العلوم السياسية، كما أنها على علاقة كبيرة بعدد من الأساتذة الجامعيين في نواكشوط وتستقبل بشكل دائم عشرات الطلبات من جمعيات موريتانية تعمل في المجتمع المدني.
ومن أهم الشخصيات التي ساهمت في نشر المد الشيعي بموريتانيا، يضيف موقع "فيتو"، محمد ولد الشيخ وهو تاجر موريتاني يعمل في أسواق الدول الأفريقية؛ السنغال، مالي، جامبيا، بوركينا فاسووساعد بشكل كبير على نشر الفكر الشيعي بين الجاليات.. ـ أحمد يحيى بن بلا وهو ابن أخ العالم اللغوي الكبير ولد بلا، ويعلن بين الحين والآخر استعداده لمناظرة كبار علماء موريتانيا من أجل الدفاع عن الشيعة وقام بزيارات عدة لموريتانيا.