أزوكي ميديا( نواكشوط ) - خلدت بلادنا اليوم الإثنين، الأسبوع الوطني للشجرة تحت شعار: "لنعمل على اخضرار إطار الحياة".
وبهذه المناسبة ألقت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة السيدة عائشة داوودا جالو، كلمة عبرت في بدايتها عن أطيب التمنيات بمناسبة السنة الهجرية الجديدة 1444، منبهة إلى أنه تم اعتماد الأسبوع الوطني للشجرة سنة 1987 بهدف تحسيس المواطنين حول أهمية الشجرة في التنمية المستدامة ومكافحة التصحر والتغير المناخي.
وقالت إن هذا الحدث السنوي الذي يخلد هذه السنة تحت شعار: "لنعمل على اخضرار إطار الحياة"، يشكل فرصة للقطاع من أجل تحسيس المواطنين والشركاء حول مختلف النشاطات المتعلقة بحماية النظم الطبيعية واستعادتها وحول التشجير من أجل أن يلعب كل مواطن وكل مجموعة وطنية، دوره للمشاركة في المجهود الوطني لمكافحة التصحر.
وأضافت أنّ الغابات تؤدي مجموعة من الوظائف البيئية والاقتصادية والاجتماعية الهامة، خصوصًا إنتاج الخشب والمحافظة على التنوع الحيوي وتحسين خصوبة التربة واحتجاز الكربون وكذلك إنتاج الأكسجين وأخيرًا، المحافظة على نقاء موارد المياه.
وبينت أن الشجرة تمثل رهانا إقتصاديا هاما بتشجيعها للمقاولات الصغرى والمشاريع المتعلقة بالتنسيق البيئي والتصميم البيئي والزراعة الغابوية وكذلك الاقتصاد الأخضر.
وأشارت إلى أن غاباتنا توجد اليوم للأسف في وضعية تدهور قوي نتج عن الاستغلال المفرط والغير قانوني للخشب، وكذلك القيام بتكثيف التجريف الزراعي الغير مناسب وكذلك الرعي المفرط، وأن البيانات الخاصة بالرصد البيئي على المدى البعيد، تشير إلى أن التصحر يمس حوالي 84 ٪ من التراب الوطني، وفي الوقت نفسه فإن إتلاف الغابات يقدر ب 46 ألف هكتار سنويًا لفترة بين 1990 إلى 2020.
وأوضحت أن الإحصائيات تشير إلى أن قرابة 49٪ من الأسر تستخدم الخشب والفحم من أجل سد احتياجاتها من الطاقة المنزلية، وفي نفس الوقت يكون استخدام غاز البوتان محصورًا في مدينتي نواكشوط ونواذيبو، حيث يتم استهلاكه بنسبة 68٪ ، مؤكدة أن مختلف إجراءات الإستجابة التي تم القيام بها لن تكون كافية من أجل عكس التوجهات الحالية بصورة نهائية، وذلك لأن النشاط البشري يستمر في تثبيط النتائج على الأرض، في جزء كبير منها، حيث يتم مثلًا تجريف حوالي 5 آلاف هكتار سنويًا لأغراض الزراعة بينما يتم إتلاف حوالي 150 ألف هكتار من المراعي.
ومن أجل الحد من هذه الأخطار والتحديات، أبرزت أنه تم وضع إجراءات استجابة مناسبة لهذا الهدف الذي يشكل تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية الشيخ محمد ولد الغزواني، محورًا أساسيًا من السياسة العامة للحكومة التي تنفذها حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال، مبينة أن نشاط الوزارة سيتعلق من ضمن أنشطة أخرى، بإدخال إصلاحات ضرورية من أجل تقوية الأداء الميداني من أجل تنفيذ وإنجاز السور الأخضر الكبير والذي يشكل جزءا من برنامج أولوياتي الموسع لفخامة رئيس الجمهورية.
وقالت إن هدف الوزارة قوي وطموح ويتناسب مع ما ينتظره الموريتانيون في ما يتعلق باستعادة الأراضي المهددة وحماية الموارد الطبيعية وخلق فرص عمل خضراء من هنا إلى سنة 2024 على كامل التراب الوطني وأن عملها سينصب من هنا إلى سنة 2024، على تشجير حوالي 65 ألف هكتار سنويًا أي ما يعادل 26 مليون شجرة وذلك ضمن مختلف البرامج والمشاريع تحت الوصاية.
وفي ما يتعلق بفرص العمل الخضراء، أكدت معالي الوزيرة أن قطاعها سيعمل أيضًا على خلق حوالي 600 فرصة عمل ثابتة وحوالي 50 ألف فرصة عمل مؤقتة خلال نشاطات استعادة الأراضي والنظم الطبيعية والتشجير وكذلك المحافظة على البيئة.
وأوضحت أن حماية مدينة انواكشوط، عبر إنشاء وتقوية الحزام الأخضر المحيط المشجر بالإضافة لإنشاء عدد من الفضاءات الخضراء داخل الوسط الحضري في انواكشوط، يمثل دون شك فرصة بسيطة نسبيًا بإمكان المجموعات الحضرية القيام بها، ولذلك فإن الأسبوع الوطني للشجرة هو مناسبة للتذكير بذلك، مشيرة الى أنه إذا كان التكامل بين مختلف الفاعلين على حيز جغرافي محدد ضروريًا من أجل التقدم في مكافحة التصحر واستعادة الأراضي، فإن هذا التعاون يجب أن ينتج على المستوى الوطني عبر أهداف مشتركة بين الدولة والولايات والمجموعات المحلية، بالإضافة إلى الشركاء في التنمية والفاعلين الاقتصاديين والجمعويين من أجل اخضرار إطار الحياة.
وبينت أن الأسبوع الوطني للشجرة سيتم تخليده في الداخل كل سنة وذلك في جميع الولايات، كما سيتم تأطير هذه النشاطات عبر مصالح الوزارة بالشراكة مع المجموعات المحلية والمنظمات غير الحكومية، مما سيمكن من إنجاز العمليات على مستوى الأسر من أجل إضفاء المسؤولية ووضعها أمام مسؤولياتها وكذلك النساء والأطفال والشباب، وذلك لأن غرس شجرة لايشكل فقط عملية منتهية وإنما سيجب أن نضمن نجاح هذه العملية من أجل الحصول على الفوائد المرجوة ولذلك فإنه يجب المحافظة على نمو هذه الشجرة وعلى بقائها على قيد الحياة.
وقالت إن وزارة البيئة والتنمية المستدامة تجعل من الانتقال البيئي والنظم الحيوية أحد محاورها الأساسية ولذلك فإنه من المزمع إشراك المؤسسات التعليمية بشكل فعال في إنتاج هذا البرنامج طبقًا للإطار التوجيهي لعمل الوزارة الذي يتم إنجازه من الفترة 2022إلى 2024.
ووجهت معالي نداء إلى جميع المنتخبين والفاعلين إلى الالتحاق بالقطاع في هذه المواجهة من أجل استدامة النظم البيئية ومن أجل اعتماد مبادرات للمشاركة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، مؤكدة أن قطاع البيئة مستعد وملتزم من أجل مواكبة الجميع في إعطاء النصائح والإرشادات والدعم الضروريين.
وكان العمدة المساعد لبلدية تيارت السيد محمد ولد سيد أحمد تكدي، القى كلمة أشاد فيها باختيار بلديته لاحتضان فعاليات الأسبوع الوطني للشجرة.
وتحدث عن التحديات البيئية التي تواجهها البلدية وما يتعين القيام به في مجال مكافحة الكثبان الرملية المتحركة والتصحر..
نشير إلى أنه سيتم على مستوى المقطع رقم 4 من الحزام الأخضر لمدينة نواكشوط التابع للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير والذي انطلقت منه فعاليات الأسبوع الوطني للشجرة، غرس حوالي 500 شجرة على مساحة هكتار.
كما ستقوم الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير بعمليات تشجير واسعة النطاق وبالتثبيت الميكانيكي والبيولوجي للرمال المتحركة على مستوى الولايات الواقعة على مسارها طيلة هذا الأسبوع وذلك لحماية 1500 هكتار، إضافة إلى التوزيع المجاني لبعض الأشجار المثمرة والموجهة للظلال
وسيتم غرس العديد من الشجيرات طيلة هذا الأسبوع من طرف بعض المنظمات كالمفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين على مستوى مخيم " امبيرا" للاجئين في مقاطعة باسكنو.
وحضر حفل انطلاقة الفعاليات المخلدة الأسبوع الوطني الشجرة وزير التنمية الحيوانية والوالي المساعد لنواكشوط الشمالية والسلطات الأدارية لمقطعة تيارت ورئيسة المجلس الجهوي لنواكشوط وعدد من ممثلي وكالات التعاون الثنائي والشركاء الفنيين لقطاع البيئة والتنمية المستدامة.