(نواكشوط) – قال الرئيس محمد ولد الغزواني إن المعلومات المتاحة تشير إلى أن تدهور الأراضي وصل إلى نسب تنذر بالخطر في جميع أنحاء العالم، فقد تدهور بالفعل ما يصل إلى هكتارين من كل خمسة.
وشدد ولد الغزواني خلال كلمته أمام الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر في أبيدجان على أنه إذا لم يتم قلب هذا الاتجاه أو التأثير عليه فستواجه البشرية جمعاء مخاطر تتمثل في تدهور ما يعادل مساحة أمريكا الجنوبية بحلول عام 2050.
وأضاف ولد الغزواني أن "تدهور الأراضي يجعل اقتصاداتنا أكثر هشاشة وعرضة للخطر، ويهدد أمننا الغذائي، ويضعف قدرة سكاننا على الصمود، ويهدد نصف الاقتصاد العالمي، وقد تأثر فعلا شخص من كل فردين من هذا التدهور. كما أن النساء والأطفال يدفعون بدورهم ثمنا أكبر بفعل تدهور التربة".
وأكد ولد الغزواني أن عواقب هذا التدهور وخسارة الإنتاج الزراعي أخذت بعدا لم يسبق له مثيل في العالم، نتيجة لتغير المناخ وتأثيرات جائحة كوفيد – 19.
ولفت ولد الغزواني إلى موريتانيا عانت كما هو الحال في بلدان الساحل الأخرى، من وطأة سنوات عديدة من الجفاف أدت إلى إزالة الغابات وتدهور التربة، وبالتالي إلى خسارة مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة مما أدى إلى تضرر السكان خاصة الأكثر هشاشة والأقل قدرة على المقاومة والصمود مثل صغار المنتجين والمنمين.
واعتبر ولد الغزواني أنه مهما كانت خطورة الوضعية فهي بالتأكيد ليست قدرا محتوما، فما زال بإمكاننا دائما أن نتحكم في مصيرنا ونقلب الوضعية من خلال العمل على تأهيل التربة المتدهورة وحوكمة الموارد الطبيعية والتركيز على التكوين والإعلام ومحاربة الجفاف وتعبئة المصادر المالية الكافية لتنفيذ المشاريع المشتركة لمكافحة التصحر.
وذكر ولد الغزواني بأن السور الأخضر الكبير يشكل برنامجا رائدا يهدف إلى إعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة إلى دائرة الإنتاج، ويعزز برنامج الاستخدام الواسع للطاقة الشمسية في المناطق الريفية للحفاظ على الغذاء وإنشاء سلسلة القيم المحلية مع توفير ملايين الوظائف الخضراء التي ستفيد الشباب إلى حد كبير.
ورأى ولد الغزواني أنه من خلال تثبيت الشباب في أماكنهم الأصلية، ووضع وسائل الإنتاج وتوفير الثروات لهم، نحميهم من محاولات الهجرة غير النظامية ومن الإيديولوجيات المتطرفة، وبهذه الطريقة، نساهم أيضا في الأمن الغذائي لدولنا، الذي كشفت الأزمات العالمية الأخيرة هشاشته.
وأكد تصميم موريتانيا على التنفيذ السليم لمكونتها الوطنية والتي تم تضمينها بالفعل في خطة التعافي بعد جائحة كوفيد، ووجه نداء إلى شركاء السور الأخضر الكبير أن يبحثوا مع الدول الأعضاء في المبادرة سبل تسريع تنفيذ البرنامج الميداني.
كما أكد أنه يتعين البحث عن إجراءات فعالة لتقصير الآجال وتسريع التنفيذ سواء على مستوى البلدان أو على مستوى الشركاء الدوليين، إذا كنا حقا نرغب في تحقق مجموعة الأهداف التي حددناها في أفق 2030.
وشدد ولد الغزواني على أن تعزيز التعاون الدولي ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى، ويجب علينا بشكل فردي وجماعي أن نستثمر في مجال مكافحة التصحر على نحو لم يسبق أن فعلناه من قبل، فلا يكفي فقط أن نجد حلولا مبتكرة، ولكن أيضا تطوير تضامننا بصورة أكثر فاعلية، فهذا ضروري لمستقبلنا المشترك