أزوكي ميديا (انوكشوط ) - دعت نقابة الصحفيين الموريتانيين الحكومة إلى العمل بشكل سريع على إنقاذ الحقل الصحفى من الإنهيار، ودعمه ماديا، ومعنويا.
وقالت النقابة في بيان، إن "وضع الصحفي الموريتاني في القطاعين العام، والخاص، ما زال يراوح مكانه، رغم النداءات المتكررة التي أطلقتها منذ تأسيسها وإلى اليوم".
وأكد البيان أن "التغيير من واقع وظروف الصحفي ماديا، ومعنويا، ومنحه الحماية القانونية، هو أول حجر في بناء إعلام وطني، يتحلى بالمهنية، ويقدم خدمة الوطن، والمواطن على ما سواهما".
وفيما يلي نص البيان:
"نقابة الصحفيين الموريتانيين
بيان: مناسبة الثالث من مايو 2021.
تمر اليوم الذكرى السنوية للعيد الدولي للصحفيين، والصحفي الموريتاني لايزال يعيش نفس الظروف الصعبة التي ظل يقاومها منذ نشأة الدولة الموريتانية، وإن كان في الأفق أمل كبير، في ظل التوجه الجديد، الذي بدأت ملامحه تظهر للعلن، بعد عقود من النضال، والصمود، والتضحيات الجليلة، التي قدمتها مختلف الأجيال الصحفية في البلد.
إن نقابة الصحفيين الموريتانيين إذ تتقدم بأصدق التهاني لكافة رجال ونساء وشيوخ وشباب مهنة المتاعب في موريتانيا وترجو لهم كامل الصحة والسعادة، والمزيد من النجاح والصبر على أدوارهم البطولية التي يقدمونها خدمة للوطن، والمواطن.
كما تغتنم النقابة هذه المناسبة للتذكير بالتحديات الخطيرة لجائحة كورونا على الصحفيين في موريتانيا، والتأثيرات السلبية لها على المؤسسات الصحفية وعلى الخصوصية منها بشكل كبير ، في الأمر الذي يستدعي من الحكومة الموريتانية، العمل بشكل سريع على إنقاذ الحقل الصحفى من الإنهيار ، ودعمه ماديا، ومعنويا، ومساعدة المؤسسات الصحفية، المستقلة التي قامت بأدوار محورية، في التصدي للجائحة، والتوعية بمخاطرها، دون أن تتلقى أي شكل من أشكال الدعم.
تؤكد النقابة أن وضع الصحفي الموريتاني في القطاعين العام، والخاص، ما زال يراوح مكانه، رغم النداءات المتكررة التي أطلقتها منذ تأسيسها وإلى اليوم.
إن غياب عقود للعمل، وضعف الرواتب ، يزيد من تدهور وعدم تطور المؤسسات الإعلامية
إننا ندعو الى تحسين أوضاع الصحفيين الشباب داخل المؤسسات الصحفية والتوقف عن استغلالهم من طرف بعض مؤسسات الإعلام العمومى والخصوصي ومنحهم كل الحقوق، لقد زاد من صعوبة الوضع الذي يعيشه الصحفي الموريتاني تخلي بعض المؤسسات الإعلامية عن بعض العاملين بها، بحجة مخلفات جائحة كوفيد 19.
كما تعلن النقابة تسجيلها للعديد من حالات التوقيف، والاعتداء، ومصادرة المعدات، بحق الصحفيين في نواكشوط وانواذيبو، خلال العام المنصرم، فضلا عن مضايقة بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة، وحرمانها من التغطيات، والحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية، بشكل متساو مع المؤسسات العمومية، خاصة خلال الموجة الأولى من جائحة كورونا.
ورغم التحديات البنيوية فإن نقابة الصحفيين الموريتانيين تعلن دعمها المطلق، للخطوات الجادة، في اتجاه إصلاح القطاع، والتي تم اتخاذها، من طرف السلطات العليا في البلد.استجابة لرسالة. المطالب الإصلاحية. للقطاع التى سلمتها لرئيس الجمهورية خلال لقائه بمكتبها التنفيذى
وفى إطاره تثمن النقابة عاليا التقرير الذي أنجزته اللجنة الوطنية المكلفة بإصلاح الإعلام، وتدعو السلطات إلى الإسراع في تنفيذ توصياته، قبل أن يعصف بها، حصل مع مقترحات الأيام التشاورية لسنة ٢٠١٦.
إن نقابة الصحفيين الموريتانيين بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للصحفيين الموريتانيين، إذ تشيد بمستوى، التشاور، والتعاطي معها في خطوات الإصلاح المتبعة، من طرف الجهات العليا في البلد، وكذا بمستوى التجاوب الجيد معها داخل مختلف أجهزة الدولة، لتعلن تطلعها إلى شراكة حقيقية مع الحكومة الموريتانية، والهيئات الرقابية، والمؤسسات الإعلامية، سعيا لترقية حقوق الصحفيين، بما يخدم المهنة ويطور الرسالة الإعلامية، التي لا غنى عنها في أي بلد يحترم يتوق لأن يكون نموذجا للديمقراطية
وتؤكد النقابة أن الوضعية الحالية التي يعيشها الإعلام في البلد غير قابلة للاستمرار، فإما أن يتطور شكلا، ومضمونا، ويخطو نحو المأسسة، التي هي أول معيار يجب توفره، أو ستتعرض المنظومة الإعلامية للانهيار، بفعل الصراعات، المتجذرة، واللوبيات الفاسدة، المتنفذة، في مختلف مفاصلها، والتي لا تريد الخير للبلاد، والعباد، وتتغذى على فشل الحقل..
تؤكد النقابة أن التغيير من واقع وظروف الصحفي ماديا، ومعنويا، ومنحه الحماية القانونية، هو أول حجر في بناء إعلام وطني، يتحلى بالمهنية، ويقدم خدمة الوطن، والمواطن على ما سواهما، وتعتقد النقابة أن هذه الحقيقة، البديهية، هي التي يجب أن ننطلق منها جميعا، في السعي نحو إصلاح مهنة الصحافة، وإرساء دعامة دولة القانون والحريات.
نواكشوط بتاريخ 3 مايو 2021
المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين الموريتانيين".