أزوكي ميديا
في بلدان أخرى تثق في نفسها وتعتز بهويتها ستجد احتراما يقترب من التقديس لمؤسسة الجيش التي تجسد عند المواطنين قيم الشرف الوطني لكن في بلادنا وفي خضم تدني قيم الثقافة الوطنية وتفشي النزعات الضيقة كالقبلية والشرائحية والعنصرية لا صوت يعلوا فوق صوت جلد الذات واحتقار مقدساتها بسبب وبدون سبب
مرة أخرى يعود الجيش الوطني إلى دائرة الإتهام وتناله مختلف أنواع الإساءة والنيل دون اعتبار لخصوصية مؤسسة تمثلت روح الدستور الوطني والتزمت بمضاميته وأخرجت نموذجا فريدا للنجاح المبني على أسس سليمة من خلال سياسة سباقة إلى التناقم مع هوية البلد تعتمد اللغة العربية وتكون أفرادها على ثوابت الهوية الموريتانية وتحقق أهدافا أكبر من حجم بلدنا وبشهادة الجميع حتى صارت نموذجا مشرفا يحتذى في شبه منطقتنا
لكن لماذا نحن منشغلون أغلب الوقت بالنقد الهدام فقط؟ لماذا تكون نقاشاتنا بلا أهداف إيجابية؟ ولماذا نتهم ونشهر دون أن نتحرى المصداقية ودون أن نجد أدلة تدعم اتهاماتنا؟ ولماذا نبقى رهنا لمنطق الأبيض والأسود نقسم كل شيء بموجبه؟ ولماذا نحاول الآن بالذات تفكيك نقاط قوتنا بفرض القيم السالبة من خلال تكريس الشرائحية عن طريق المطالبة بالمحاصصة العرقية حتى في إكتتاب معلن داخل مؤسسة الجيش خضع لمعايير واضحة ومر بمراحل معروفة أنتجت اختيارا عفويا؟ لماذا؟؟؟
لا أحد يستطيع تغيير عقليات الناس بالقوة لأن التوجه التوظيفي تتحكم فيه قيم اجتماعية وذهنية فضلا عن القيم الثقافية وحركية التاريخ وهي أمور لن تتغير بالقوة ولن يكون تغييرها المفاجئ صحيا ولا تصرفا سليما فأفيقوا يا موريتانيين من استهتاركم بثوابت بلدكم وأحمدوا الله على امتلاك مؤسسة عسكرية قوية وقادرة على الدفاع عن سيادتكم وأبعدوا عنها تناقضاتكم وحروبكم الصغيرة
إن مؤسسة الجيش لا تسد أبوابها دون أي مواطن موريتاني تتوفر فيه الشروط اللازمة للاكتتاب في أي من فئاتها الوظيفية ( ضباط / ضباط صف / جنود ) ومؤسسة الجيش هي مفخرة للجميع وحصن أثبت جدارته أمام الهزات الكثيرة التي عرفها تاريخنا الحديث ولن أقول أنها بلا أخطاء لكن بالمقارنة مع عطاء المؤسسات الأخرى في بلدنا ودورها التريخي في الحفاظ على البلد وصون وجوده واستقلاله لا أحد منا يستطيع أن يكون صادقا ويفعل شيئا آخرا غير التصفيق لها والإحساس بالفخر اتجاهها
#السلام #عليكم