أزوكي ميديا( انواكشوط)-أكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أن موريتانيا بذلت وتبذل جهودا كبيرة، من أجل ترسيخ الديمقراطية، وترقية حقوق الإنسان، وتوطيد دعائم دولة القانون والمؤسسات، في جو هادئ من الانفتاح والتشاور، مع كافة الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، مبرزا أنه في هذا الإطار، “تستعد بلادنا منتصف هذا العام، لتنظيم انتخابات برلمانية ومحلية، نعمل على أن تكون نزيهة وشفافة، وأن تتم في جو من الحرية والتنافس المسؤول”.
جاء ذلك في خطاب وجهه فخامته اليوم الأربعاء، خلال مشاركته عبر تقنية “الفيديو كونفرانص” في النسخة الثانية من قمة الديمقراطية.
وفيما يلي نص الخطاب:
“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
صاحب الفخامة السيد جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؛
أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات؛
أصحاب المعالي والسعادة؛
أيها السادة والسيدات؛
أود بداية، أن أعبر لكم عن سروري، بالمشاركة في هذه النسخة الثانية، من قمة الديمقراطية. شاكرا لفخامة الرئيس جو بايدن، دعوته الكريمة، وسعيه الدؤوب، إلى ترقية الديمقراطية، وتطويرها باستمرار، لتكون أقدر على الصمود، في وجه الفساد، والاستبداد، وأقوى على حماية دولة القانون والحريات، وعلى صون حقوق الإنسان، وترسيخ مبادئ الحكامة الرشيدة، وما تستوجبه من رقابة ومساءلة.
أيها السادة والسيدات؛
إن الديمقراطية بما تضمنه من حرية وحقوق، وما توفره من مساواة أمام القانون، وتكفله من مشاركة في تدبير الشأن العام، تحرر طاقات الشعوب، وتطلق إبداعاتها الخلاقة، مهيئة بذلك الظروف الملائمة للتنمية، والتطور، والنماء، في ظل الأمن والاستقرار.
وقناعة منا بذلك، فقد بذلنا، ونبذل، في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، جهودا كبيرة، من أجل ترسيخ الديمقراطية، وترقية حقوق الإنسان، وتوطيد دعائم دولة القانون والمؤسسات، في جو هادئ من الانفتاح والتشاور، مع كافة الفاعلين السياسيين والاجتماعيين.
وفي هذا الإطار، فإن بلادنا تستعد منتصف هذا العام، لتنظيم انتخابات برلمانية ومحلية، نعمل على أن تكون نزيهة وشفافة، وأن تتم في جو من الحرية والتنافس المسؤول.
وقد هيأنا لذلك بتطوير منظومتنا الانتخابية، ورفع مستوى النسبية، توسيعا لقاعدة التمثيل، دعما لإشراك الجميع، وكذلك بإنشاء لائحة تضمن تمثيلا أحسن للشباب، ولفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، تنضاف إلى لائحة أخرى خاصة بالنساء، دعما للإنصاف بين الجنسين.
وحرصا منا كذلك على تدعيم الحريات الفردية والجماعية، قمنا، مثلا، بإقرار نظام التصريح بدل الترخيص المسبق، بالنسبة لجمعيات وهيئات المجتمع المدني.
كما وضعنا برامج طموحة لمحاربة الفقر والهشاشة وشتى أشكال التمييز واستغلال البشر.
هذا بالموازاة، مع حربنا الشاملة ضد الفساد، إداريا كان أو ماليا، بتفعيل سائر أجهزة الرقابة والتفتيش، ترسيخا لمبدأ المساءلة ولقواعد الحكامة الرشيدة.
ولا يسعني هنا إلا أن أشيد بالدعم الذي نلقاه، في مختلف هذه الجوانب، من الولايات المتحدة في إطار برامجها الموجهة لهذا الغرض.
أيها السادة والسيدات؛
إن الديمقراطية، في الأنظمة السياسية ليست صفة مستديمة بذاتها، بل تتطلب، على الدوام، تطويرا مستمرا، وصونا غير منقطع.
ولذا، فلمبادرات من قبيل قمتنا هذه، بالغ الأهمية، وكبير الاسهام، في تعزيز الوعي، بضرورة ترقية الديمقراطية، والدفاع عنها وعن قيمها السامية، من قبيل الحرية، وحقوق الإنسان، والمساواة، والحكامة الرشيدة، وغيرها.
وإنني، إذ أجدد الشكر، على ما أتيح لي من فرصة التدخل، في هذه القمة، لأرجو لأعمالها، كل التوفيق والنجاح.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله”.