إن المتأمل لحال وطننا اليوم يجد أن مستوى الحرمان في تزايد منقطع النظير.
فهناك مجموعة كبيرة من المواطنين لايحصلون على الماء الصالح للشرب ولا على الرعاية الصحية الأولية و لا على خدمات التعليم المطلوبة.
وهناك أكثر من نصف السكان بدون خدمات الصرف الصحي – المجاري- هذا إذا اعتبرنا أن مايوجد في البلد من صرف صحي يمكن أن تطلق عليه هذه التسمية.
و أغلب شعبنا يعيش تحت عتبة الفقر وهم محرومون كليا من الحاجات الأساسية.
وهناك عشرات الآلاف من البالغين من الأميين وأغلبهم من النساء.
و نسبة معتبرة من الأطفال يعانون من سوء تغذية شديد.
وقد هددت منظمات دولية بالمجاعات المرتقبة في البلد.
و واقع الصحة في البلاد مخيف جدا حيث تحولت الطائرات المغادرة إلي إسعاف من كثرة ماتنقل من المرضى خارج البلاد إضافة إلى المغادرين برا نحو مستشفيات دول الجوار.
يحدث كل هذا بعد مايزيد على نصف قرن من الإستقلال وعلى مايدعى بالمساعدات الخارجية من أجل التنمية و التقدم!
أصبح من الواضح أن لا مناص من التغيير و إلا فإن البلد سيهوي إلى منحدر من التخلف قد يصعب تداركه ولن تحمد عقباه وسيجرف الجميع بدون إستثناء .
وهذا التغيير المطلوب لن يكون إلا بسواعد أبناء الوطن.
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
لم يعد من الممكن لعن الظلام دون إيقاد شمعة فلعن الأنظمة و تحميلها المسؤولية دون السعي في تغيير الواقع هو تناقض في حد ذاته.
يجب على الجميع القيام بواجبه من أجل إحداث تغيير إيجابي لمصلحة الوطن .
وعلى النظام الحالي القيام بإصلاحات جوهرية سريعة لاتقبل التأجيل في القطاعات التالية :
العدالة – التعليم – الصحة- الأمن – التنمية.
#الوطن_أولا
الحسن آب 22 يناير 2020