بيان المؤتمر : أيها الحضور الكريم، يأتي تنظيم هذا المؤتمر المبارك وبلادنا تمر بجائحتين خطيرتين: - جائحة كورونا التي سببت شللا تاما للعملية التربيوية وأظهرت بشكل جلي تردي هذه المنظومة مما يحتم على القائمين على العملية التربوية تدارك تلك الفجوة الكبيرة والحد منها - جائحة التسرب المدرسي: يخيل للسامع أن المقصود بالتسرب هنا تسرب الأطفال قبل استيفاء المعارف العلمية، لكن المقصود هنا تسرب ما يزيد على أربعة آلاف من المدرسين الأكفاء بشهادة المفتشين ووزير التعليم الثانوي ماء العينين ولد أييه، تسرب نتج عن اعتماد وزارة التهذيب سياسة التصامم والتجاهل لمطالبهم المشروعة، بعد اعترافها أكثر من مرة، أنهم مدرسون أكفاء تحملوا عناء المشقة والاضطهاد في سبيل إيصال رسالة العلم، وتأمينها لأبناء الوطن الحبيب؛ وخاصة الطبقات الهشة من المجتمع في القرى النائية، التي تتكئ بالأساس على "المدرسة الجمهورية" التي حظيت بالتفاتة كريمة في برنامج رئيس الجمهورية "تعهداتي" حيث أولى المدرس - باعتباره حجر الزاوية فيها - عناية خاصة، تمكنه من أداء مهمته بشكل مطلوب وقد تصدر اكتتاب ما يزيد على خمسة آلاف من المدرسين الموريتانيين الحاصلين على شهادات عليا من داخل البلد وخارجه، أولوية برنامج "تعهداتي" بادرة حسنة، كانت في مجملها محل إشادة من طرف المتتبعين لبرنامجه، الحالمين بوطن جديد حضورنا الكريم، تم انتقاء هذه الفئة بمسابقة وطنية شفافة، أُشفعت بتكوين مكثف مدته أسبوع على يد خيرة من المفتشين الأكفاء لكن سرعان ما تبددت أحلامهم تلك، بعد أن أرغمتهم الوزارة مستغلة حاجتهم الملحة للعمل بسبب البطالة، بالتوقيع على عقود لا تضمن لهم أبسط الحقوق التي نص على القانون المنظم للموظفين والوكلاء العقدويين، بل لا يضمن لهم - على الأقل - إسما قانونيا يمكن أن يحتكموا فيه إلى القضاء بصفته الجهة المخولة فض النزاعات، فأطلقت عليهم مقدمي خدمة التعليم أيها السادة والسيادات، لا يخفى عليكم أن هذه الفئة من المدرسين لاقت أبشع صنوف المشقة والإهانة، برواتب مادية زهيدة لا تساعد على الأقل في التغلب على الظروف المعيشة المزرية في القرى النائية حضورنا الكريم، اعتمدت الوزارة لأربعة آلاف من المدرسين، سياسة الترغيب بإطلاق وعود تضمنت وضع خطة لدمجهم في الوظيفة العمومية تحدد مستقبل التعامل معهم، بالتشار مع ممثلين عن هذه الفئة، على لسان كل من وزير التعليم الثانوي والوزير الأول في مستهل عرض برنامجه الحكومي أمام البرلمان، بعد أن مددت العقد نهاية نهاية الشهر السادس وحتى 31 دجمبر الماضي أيها السادة والسيدات إننا نؤكد في هذه السانحة المباركة أن اعتصامنا المقدس وليد اكتشاف زيف تلك الوعود، ونجدد التأكيد على أننا ماضون في أنشطتنا المقدسة حتى تحقيق مطالبنا المشروعة المتمثلة في : _ وضع خطة زمنية معقولة لدمجنا في الوظيفة العمومية _ تحسين العقد باحترام القانون الموريتاني الذي ينص على مساواة العقدويين بنظرائهم الرسميين ونجدد التذكير بأننا مستعدون للحوار تحت أي ظرف كان، شريطة أن يفي بهذه الشروط ونؤكد للرأي العام أننا لم نكن أبدا عقبة أمام حوار جدي، بوصفه الطريقة الأنجع لحل الأزمات وفي الختام أشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن لجنة التنسبق الموحد المعمر محمد أحمذي