قال الله تعالى:
}ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم){ يونس ( صدق الله العظيم
----------------
الكرامة: إحدى الخوارق للعادات، والولي هو المطيع لله، فكل من كان تقيا كان لله وليا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء» قيل: من هم يا رسول الله، لعلنا نحبهم؟ قال: «هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس» ثم قرأ: }ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون { رواه ابن جرير وغيره.
وكرامات الأولياء ليس فيها تجاوز لحدود عبودية لله تعالى، وإنما تحصل بمشيئته وقدرته، ويترتب عليها زيادة الإيمان به سبحانه، وصدق التوكل عليه.
وفي موريتانيا بلد الصلحاء و الاتقياء الركع السجود ،ظهر أحد أولياء الله الصالحين ، شاب تقي نقي ولد من اصلاب طاهرة و انساب شريفة .
بشرت بميلاده ، شخصيات علمية و قامات دينية وأولياء مشهود لهم بالصلاح والفضل .
انه الشاب الذي نشأ في عبادة الله وظهرت كراماته وهو في صغره ( لم يبلغ الحلم بعد )، وتأكدت ولايته مع نبوغه وبداية رشده ، انه الولي الصالح الشيخ إبراهيم ولد الصادق الايبيري.
جده لأبيه لمرابط مكه وجده لامه بلال الولي .
لقد ظهرت على الشيخ إبراهيم ولد الصادق بشكل مبكر علامات الصلاح والولاية ولم يكن مثل غيره من اترانبه فكان راجح العقل قوي الذاكرة حاد البصيرة كريما معطاء حسن السمت والسيرة والسريرة .
وفقه الله الى حفظ كتابه ولما يتجاوز السبع سنين واكمل متون الفقه والنحو والصرف والبلاغة وهو فتا يافعا .
حج واعتمر وكان بحرا في الجود والعطاء والكرم ومورد قضاء حاجات الناس و شفائهم .
رزقه الله كرامات لم توجد الا لديه ، حيث طار ذكره الى كل الاصقاع ووصل الى ربوع الكرة الأرضية ،فأخذت الناس تضرب إليه اكباد الأبل من مختلف بقاع الأرض فتبارك الله ا حسن الخالقين .
سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا بكل سكوب هاطل الودق مغدق
إن الشيخ إبراهيم الصادق ، صادق امين ،باع نفسه لله تعالى فقبل الله تعالى بيعتهْ وأتم عليه نعمته ظاهرا وباطنا و أعطاه خير ما يعطي أولياءه الكمَّلْ وهي وراثة الرحمة المهداة للعالمين ،العلم والعمل ظاهرا و باطنا .
الولي التقي الشاب الشيخ إبراهيم لايرقي حين يرقي احد مرتاديه ومستسقيه الا بكتاب الله وقول رسوله الكريم عليه افضل الصلاة وازكى التسليم .
وحين يبدأ الرقية فإنه يقوم باستخارة الحبيب المصطفي صلوات الله عليه ، فإذا ظهر له مقصود الاستخارة حمد الله وقام برقية قاصده ، والا فإنه يقول له لا أملك لك شيئا ).
شفى الله على يده خلقا كثيرا في موريتانيا وخارجها ، وله في ذلك كرامات حباه الله بها وخصه مع أصحاب الامراض المستعصية والحالات التي يأس أصحابها من شفائها فسخر الله له شفائها بالقران و الادعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من تلك الكرامات ، على سبيل المثال لا لحصر، شفائه لامرأة مصابة بالعمى ، حيث رد الله لها بصرها على يديه والمرأة موجودة حاليا والقصة معروفة .
يعرف عن الشاب الولي الصالح الشيخ إبراهيم ولد الصادق ابتعاده عن ممارسة السياسة مع حرصه على الإنفاق سرا وعلانية وبذل الغالي والنفيس في سبيل التي هي أحسن والسعي لتفاهم أبناء المجتمع والبلد الواحد وكل ما يخدم الوطن ويقوي لحمته ووحدته.
وقد تعددت مزايا وكرامات هذا الشيخ الولي العارف بالله والمقبل عليه والزاهد فيما عند الناس والراغب فيما عند الله .
لقد أوي الشيخ إبراهيم ولد الصادق إلي الله تعالي فئاواه الله وجعل أفئدة من الناس تأوي إليه ورزقه من الطيبات وحفظه و جعله من الذين قال عنهم الحبيب صلى الله عليه وسلم :
«إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ».
وقد صدق صاحب البت الحساني الذي يقول في مدح الولي الشيخ إبراهيم ولد الصادق :
الشيخ إبراهيم مهـــــــــــاب
ولد الصادق صواع العــار
حاتم جود اساعت لحجــاب
سر سر ادكدك لحجــــــــــــار
وكأن الشاعر عناه حين قال :
هُوَ جَابِرٌ وَهُوَ الْجَوَادُ وَإِنَّهُ *** يَسْعَى إِلَيْهِ الْجُودُ كَيْ يَرْعَــــــــــــاهُ
كَرَمٌ بِلاَ كَمٍّ وَلاَ كَيْفِيَّةٍ *** كَفٌّ كَرِيمٌ أَرْضُهُ وَسَمَـــــــــــــــــــــــــاهُ
هُوَ رَحْمَةٌ وَالأُمَّهَاتُ بِهِ اقْتَدَتْ *** رَبٌّ رَحِيمٌ رَبُّهُ سَمَّـــــــــــــــــاهُ
هُوَ قُرَّةُ الأَعْيَانِ وَهُوَ قَرَارُهَا *** قَرَّتْ عُيُونُ الْكَوْنِ فِي مَــــــــرْآهُ
وقد حق لنا اليوم أن نقول :
طلع البدر علينا ....
بقلم / أحمد ولد سيدي